للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

بعضها ببعض (١)، ونبهت بقولي: لواقع فيه ناصب له مذكور أو مقدر؛ على أن الظرف منصوب بما دل على المعنى الواقع فيه، وأن الدال على الواقع فيه، قد يكون مقدرا كما يكون مذكورا؛ فالمذكور غير ظاهر، والمقدر كالعامل فيما وقع خبرا، كزيد عندك (٢). انتهى.

وفيه أبحاث:

الأول:

ناقش الشيخ المصنف في قوله: (ضمن)؛ قال: لأن مفهوم كلامه أن اسمي كل من الزمان والمكان يدل على معنى «في» بالتضمن، ولو كان كذلك لوجب بناء الاسم كما في أسماء الشرط والاستفهام (٣)، وهذا الذي ذكره الشيخ ما زالت الطلبة تلهج به ويستشكلون قوله في الألفية:

الظرف وقت أو مكان ضمنا ... في باطراد كهنا امكث أزمنا

والذي يظهر أن يقال: إن أسماء الشرط وأسماء الاستفهام مثلا حال وضعها ضمنت معنى الحرف؛ فالتضمين حاصل لها قبل التركيب، وأما الاسم المستعمل ظرفا، فإنما تضمن معنى «في» بعد التركيب، أعني بعد استعماله ظرفا (٤)، وإذا -


(١) اعترض أبو حيان على قول المصنف هنا (ابن مالك): «وقد غفل عن هذا الموضع الشلوبين» ورد هذا القول على المصنف ردّا عنيفا، فقال: وقوله: «وقد غفل عن هذا الموضع الشلوبين» لم يغفل عنه الأستاذ أبو علي كما زعم المصنف، بل رأى أنه لا حجة فيه، وقوله: «وهذا عجيب من الشلوبين مع اعتنائه بجمع متفرقات الكتاب وتبين بعضها ببعض»، ليس ذلك بعجيب، بل العجيب غفلة المصنف عن نص سيبويه أن دخلت البيت مثل ذهبت الشام في الشذوذ، وأما قوله: «مع اعتنائه بجمع متفرقات الكتاب»، فإن الاعتناء بذلك هو الذي لم يجعله يقول بقول المصنف، ويغتر بما لا دليل فيه، ويترك النص الذي لا يحتمل تأويلا.
ولم يكتف أبو حيان بذلك بل تطاول على المصنف حين قال: وأين المصنف من رجل يقال: إنه ختم كتاب سيبويه بحثا ونظرا نحوا من ستين مرة، وأقرأ نحوا من ستين سنة، ورحل إليه الناس من أقطار الأرض، ولم يكن في عصره، بل في أعصار قديمة قبل عصره مثله رحمه الله. اه. التذييل (٣/ ٢٧٨).
وسوف يتناول الشارح هذه المسألة فيما سيأتي من أبحاثه.
(٢) شرح التسهيل للمصنف (٢/ ٢٠١).
(٣) التذييل (٣/ ٢٧٤).
(٤) ذكر الشيخ يس هذا الاعتراض في حاشيته على التصريح (١/ ٣٣٧) فقال: «قوله: ما ضمن معنى في» قال اللقاني: «إن قلت: هذا يقتضي بناءه لتضمنه معنى الحرف، قلت: المقتضي للبناء تضمنه إياه وضعا، وهذا عارض عند التركيب والاستعمال» اه. -

<<  <  ج: ص:  >  >>