كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد

الباب الخامس والعشرون باب المفعول المسمى ظرفا ومفعولا فيه - [تعريف الظرف- نوعاه] - ج: 4 - ص: 1900

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والأمر في هذه الكلمة معرفة باللام كالأمر فيها دون اللام، فيقال: أألحق أنك قائم، ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:

١٥٠٤ - أألحق أن دار الرّباب تباعدت ... أو انبتّ حبل أنّ قلبك طائر (١)

فأنّ مع صلتها في موضع رفع بالابتداء، وحقّا وأألحقّ ظرفان في موضع الخبر؛ لأنهما منصوبان على تقدير «في»، والدليل على ذلك تصريحهم بها في بعض المواضع، قال الشاعر:

١٥٠٥ - أفي حق مواساتى أخاكم ... بمالي ثمّ يظلمني الشّريس (٢)

وقال آخر (٣):

١٥٠٦ - أفي الحق أني مغرم بك هائم ... وأنّك لا خل هواك ولا خمر (٤)

والدليل على أن حقّا جار مجرى ظرف الزمان، أن العرب استعملته خبرا عن المصدر، ولم تستعمله خبرا عن الجثة، كما أن ظرف الزمان كذلك، وكذا يقولون: غير شك أنك قائم، وجهد رأيي أنك مقيم، وظنّا مني أنك ذاهب (٥)، وجعل بعضهم من القائم مقام ظرف الزمان اسم العدد، أي اسم عدده نحو: سار -

---

(١) البيت من الطويل لعمر بن أبي ربيعة، وهو في: الكتاب (٣/ ١٣٦)، والتذييل (٣/ ٢٨٠)، والتصريح (٢/ ٣٦٦)، والأشموني (٤/ ٢٧٨)، وديوان عمر بن أبي ربيعة (ص ١٠٩)، وديوان كثير عزة أيضا (ص ٣٦٨) برواية (أجدك) مكان (أألحق).
اللغة: انبت: انقطع - والتعبير بالطيران كناية عن ذهاب العقل لشدة الحزن، أو كناية عن خفقاته.
والشاهد في قوله: (أألحق) حيث نصب على الظرفية، وهو في موضع الخبر و «أن» وما دخلت عليه في تأويل مبتدأ.
(٢) البيت من الوافر، وهو لأبي زبيد الطائي. وهو في: التذييل (٣/ ٢٨٠)، وخلق الإنسان للأصمعي (ص ٢٣٢)، وابن القواس (ص ٧٠١)،
والخزانة (٤/ ٣٠٩)، والتصريح (١/ ٢٢١، ٣٣٩).
ويروى البيت برواية (السريس) بالسين المهملة.
والسريس هو الذي لا يأتي النساء، وقيل: الذي لا يولد له.
والشاهد في قوله: «أفي حق»؛ حيث دخلت «في» على حق وصرح بها، مما يدل على ظرفيتها حين تنصب.
(٣) هو عائد بن المنذر أو فاقد بن المنذر (ينظر معجم الشواهد ص ١٥١).
(٤) البيت من الطويل وهو في: الخزانة (١/ ١٩٣)، عرضا والمغنى (١/ ٥٥)، وشرح شواهده (١/ ١٧٢)، والعيني (٣/ ٨١)، والتصريح (١/ ٣٣٩)، وأوضح المسالك (١/ ١٧٦).
والشاهد في قوله: (أفي الحق) حيث دخلت «في» على «الحق»، وهذا يدل على ظرفيتها حين تنصب.
(٥) ينظر: الكتاب (٣/ ١٣٩)، والتذييل (٣/ ٢٨١).