للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

البحث الخامس:

تقدم لنا ذكر ما نقله المصنف عن الأخفش من أن العرب تقول: فوقك رأسك وتحتك رجلاك [٢/ ٤٦٨] بنصب فوق، لا يختلفون في ذلك، وبعد قول الأخفش ذلك لا يلتفت إلى ما ذكره الشيخ عن ابن الأنباري (١)، إنما هو رأي رآه من رآه (٢)، واعلم أنه كما ندر جر «فوق» بعلى في البيت الذي أنشده المصنف ندر جرها بالباء أيضا في قول الآخر: -

١٦١٥ - كلّفوني الذي أطيق فإني ... لست رهنا بفوق ما أستطيع (٣)

وليس من ذلك قول الآخر: -

١٦١٦ - وشبّهني كلبا ولست بفوقه ... ولا مثله إن كان غير قليل (٤)

لأن الباء زائدة فلا عبرة بدخولها، وأما جرّ «فوق» و «تحت» بمن في قوله تعالى: فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ (٥) وتَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ * (٦) فقد عرفت أن الجر «بمن» لا يخرج الكلمة عن الظرفية، وقد فصل ابن عصفور الأمر في كلمة «فوق» كما فصل ذلك في كلمة «دون» فقال لما عدد الظروف التي لا تتصرف: «وفوقك إذا أريد بها علو المرتبة في صفة من الصفات» (٧)، وعلل ذلك بما علل به كلمة دون، ومقتضى كلامه أنها إذا أريد بها العلو الحسي قد -


(١) زاد في (جـ) بعد قوله: (ما ذكره الشيخ عن ابن الأنباري) قوله: (أن بعض العرب يجيز الرفع في نحو فوقك رأسك وتحتك رجلاك، بخلاف فوقك قلنسوتك وتحتك نعلاك، فإنه يوجب النصب؛ لأن الأخفش أخبر عن لغة العرب والذي ذكره ابن الأنباري).
(٢) ينظر: التذييل (٣/ ٤٠٦).
(٣) البيت من الخفيف لقائل مجهول وهو في: التذييل (٣/ ٤٠٧)، وشرح التسهيل للمرادي، والهمع (١/ ٢١٠)، والدرر (١/ ١٧٨).
والشاهد فيه: جر «فوق» بالباء، وهذا نادر كما ذكر الشارح.
(٤) البيت من الطويل وهو لسحيم بن وثيل عبد بني الحسحاس قاله في نفسه. وهو في: التذييل (٣/ ٤٠٧)، والشعر والشعراء (٤٠٨)، والعقد الفريد (٢/ ٣١٦).
والشاهد فيه: دخول الباء الزائدة على «فوق».
(٥) سورة النحل: ٢٦.
(٦) سورة البقرة: ٢٥، ٢٦٦، وسورة آل عمران: ١٥، ١٣٦، ١٩٥.
(٧) المقرب (١/ ١٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>