للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

استواء الماء والخشبة (١)، واسم الفاعل نحو: لست زائلا وزيدا حتى تفعل، واسم المفعول نحو: الناقة متروكة وفصيلها، وعليه ما أنشده أبو علي:

١٦٣٧ - لا تحبسنّك أثوابي فقد جمعت ... هذا ردائي مطويّا وسربالا (٢)

فسربالا المفعول معه وعامله مطويّا، وقد علم من اقتصار المصنف في العامل على ما ذكره أن العامل المعنوي، وهو ما تضمن معنى الفعل دون حروفه، لا ينصب المفعول معه، وذلك كحرف التنبيه والظرف المخبر به والجار والمجرور واسم الإشارة، وهذا مذهب سيبويه (٣)، قال المصنف: وينبغي أن تعلم أن مذهبه عدم الاكتفاء في نصب المفعول معه بما يكتفى به في نصب الحال، فلا ينصبه العامل المعنوي معه بما يكتفى به في نصب الحال فلا ينصبه العامل المعنوي؛ ولذا لم ينصبه بلك في: «هذا لك وأباك» ولا بحسبك في: حسبك وزيدا درهما (٤)، وأكثر المتأخرين يغفلون عن هذا.

قال: وقد أجاز أبو علي أن يكون العامل في سربالا «هذا» يعني اسم الإشارة (٥). وظاهر كلام سيبويه المنع؛ لأنه قال في آخر أبوابه: وأما هذا لك وأباك فقبيح؛ لأنه لم [٢/ ٤٨٤] يذكر فعلا ولا حرفا فيه معنى فعل (٦)، أراد بقبيح ممنوعا وبالحرف الذي فيه معنى الفعل: حسبك وكفيتك وما ذكر بعدهما في الباب؛ فلو كان اسم الإشارة عنده مثلها لم يحكم بقبح هذا لك وأباك، بل كان يحكم فيه بما حكم في: ويله وأباه، وهذا واضح (٧). انتهى. وظاهر التمثيل بحسبك وكفيتك -


(١) ينظر: شرح عمدة الحافظ (٢/ ٤٠٣).
(٢) البيت من البسيط لقائل مجهول وهو في: التذييل (٣/ ٤٤٧)، والعيني (٣/ ٨٦)، والتصريح (١/ ٣٤٣)، والأشموني (٢/ ١٣٦)، وشرح الألفية للمرادي (٢/ ٩٧)، وابن الناظم (١١٠)، والهمع (١/ ٢٢٠).
والشاهد في قوله: «وسربالا»؛ حيث نصب على أنه مفعول معه، ولم يتقدمه الفعل بل ما تضمن معناه وهو «مطويا»، وأجاز أبو علي أن يكون العامل فيه «هذا».
(٣) في: الكتاب (١/ ٣١٠): «وأما هذا لك وأباك فقبيح أن تنصب الأب، لأنه لم يذكر فعلا ولا حرفا فيه معنى فعل حتى يصير كأنه قد تكلم بالفعل» اه.
(٤) المرجع السابق نفسه، وينظر: الهمع (١/ ٢٢٠).
(٥) ينظر: شرح الألفية للمرادي (٢/ ٩٧)، والأشموني (٢/ ١٣٧).
(٦) الكتاب (١/ ٣١٠).
(٧) شرح التسهيل للمصنف (٢/ ٢٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>