للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

عند ابن عصفور على أن الواو في ذا الباب أصلها العطف (١)، ومن ثمّ منع القياس، وقد عرفت أن الحق خلاف ذلك، وبعد ففي قول المصنف: والصحيح استعمال القياس فيها على الشروط المذكورة كفاية.

المسألة الثانية:

قد عرفت أنك عند نصب ما بعد الواو على المعية قاصد إلى نسبة الحكم أو إيقاعه على الأول مصاحبا لما بعد الواو، فقد لا يشارك ما بعد الواو ما قبلها فيما نسب إليه أو واقع عليه، وقد لا يشاركه، لكن المتكلم لم يقصد بكلامه التشريك، بل أعرض عن ذلك وجرد القصد إلى المصاحبة فقط، وإذا كان الأمر كذلك وجب أن يقال: كان زيد وعمرا متقنا، فتفرد الخبر كحاله لو تقدم فقلت: كان زيد متقنا وعمرو، كذا يقال: جاء البرد والطيالسة شديدا فيفرد شديدا الذي هو الحال كحاله لو تقدم فقلت: جاء البرد شديدا والطيالسة (٢)، وإلى ذلك أشار المصنف بقوله:

(ولما بعد المفعول معه من خبر ما قبله أو حاله ما له متقدما)، ثم أشار بقوله: (وقد يعطى ما بعد المعطوف) إلى

أنه قد يعطى الخبر والحال مع المفعول معه حكم ما بعد الاسم المعطوف عليه بالواو، فيطابق الخبر والحال الاسم والمفعول معه كما يطابق الاسم والمعطوف عليه فيقال: كان زيد وعمرا مذكورين، وجاء [٢/ ٥١٦] زيد وعمرا ضاحكين (٣).

قال المصنف: وأجاز الأخفش: كنت وزيدا مذكورين كما يقال مع العطف والإفراد أولى، كما يكون مع «مع»، وهو عند ابن كيسان لازم (٤) أعني مطابقة ما قبل الواو، ومما يدل على أن «مع» يكون ما بعدها بمنزلة المعطوف بالواو قول الشاعر: -


(١) ينظر: المقرب (١/ ١٥٨)، وشرح الجمل لابن عصفور (٢/ ٣٦٦).
(٢) ينظر: الهمع (١/ ٢٢٢)، وشرح التسهيل للدماميني (ص ١٦٩٩).
(٣) ينظر: الهمع (١/ ٢٢٢)، وشرح التسهيل للدماميني (ص ١٦٩٩).
(٤) ينظر: الارتشاف (٢/ ٢٩٣)، وشرح الكافية للرضي (١/ ١٦٨)، وشرح التسهيل للدماميني (ص ١٦٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>