اللغة: فدعاء: المرأة التي اعوجت إصبعها من كثرة الحلب، وقيل: هي التي أصاب رجلها فدع من كثرة مشيها وراء الإبل، وقد وصف بها الفرزدق عمات جرير وخالاته، أي: كم عمة لك فدعاء، وخالة لك فدعاء، قد حلبتا. عشاري: جمع عشر، أو الناقة التي أتت عليها عشرة أشهر من حلبها، وحلبت عليّ: أي على كره مني. والمعنى: كثيرا ما خدمتني عمة لك يا جرير وخالة، على بغضي لها. والشاهد: في قوله: «كم عمة»، برفع عمة وخالة، على حذف التمييز، والتقدير: كم مرة، أو كم وقتا، ويكون الرفع لـ (عمة) وخالة على الابتداء. وكم في محل نصب، على أنها ظرف، أو مفعول مطلق وتوجيه الجر على اللغة المشهورة على أن (كم) خبرية، أما النصب فعلى أن (كم) استفهامية، ورواية الرفع تدل على أن لجرير عمة واحدة، وخالة حلبتا عليه عشارة في أوقات كثيرة، أما رواية الجر والنصب فهي تفيد أن له عمات وخالات أجيرات ممتهنات. ينظر الشاهد في المقتضب (٣/ ٥٨)، والخزانة (٦/ ٤٨٦، ٤٨٧)، والكتاب (٢/ ٧٢)، والعين (١/ ٢٨٧)، والتوطئة (ص ٢٦٠)، وشواهد المغني (١/ ٥١١)، والأشباه والنظائر (٤/ ١٩٩). (٢) شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٤٢١). (٣) لمراجعة الخلاف في (كم) ينظر: التذييل والتكميل (٤/ ٣٣٥)، والإنصاف لابن الأنباري مسألة (رقم ٤٠) وهي: «ذهب الكوفيون إلى أن (كم) مركبة وذهب البصريون إلى أنها مفردة موضوعة للعدد». (٤) البيت من البسيط، وهو بتمامه: فلم دفنتم عبيد الله في جدث ... ولم تعجّلتم ولم تروحونا لم ينسب لقائل معين، ولم أهتد إلى قائله. أنشده الكسائي كما في إعراب القرآن للنحاس، في سورة الدخان (٣/ ١٠٧٥)، والشاهد: في قوله: «فلم» أصلها (لما) وحذفت ألفها كما تحذف مع سائر حروف الجر، ولضرورة الشعر أسكنت الميم فقالوا: لم. ينظر التذييل والتكميل (٤/ ٣٣٥).