للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والمضاف إلى معرفة شرع في ذكر ما بقي من الأقسام، وهو المضاف إلى نكرة، وشرح ذلك بأن قال (١): إذا قيل زيد أفضل رجل، والزيدان أفضل رجلين، والزيدون أفضل رجال.

فمعناه: زيد أفضل من كل رجل، قيس فضله بفضله، والزيدان أفضل من كل رجلين، قيس فضلهما بفضلهما، والزيدون أفضل من كلّ رجال، وقيس فضلهم بفضلهم، فحذفت «من كلّ» وأضيف «أفعل» إلى ما كان «كلّ» مضافا إليه (٢).

والكلام في: أفضل امرأة، وأفضل امرأتين، وأفضل نسوة: كالكلام في:

أفضل رجل، وأفضل رجلين، وأفضل رجال، ويلزم «أفعل» المستعمل هذا الاستعمال الإفراد، والتذكير، لشبهه بالعاري، في التنكير، وظهور «من» بعده، بأسهل تقدير ولا بدّ من كون المضاف إليه مطابقا لما قبل المضاف، ما لم يكن المضاف إليه مشتقّا فيجوز إفراده مع جمعيّة ما قبل المضاف، ومنه قوله تعالى:

وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ (٣). وقد يضمن الإفراد والمطابقة، ما أنشد الفرّاء (٤) من قول الشاعر:

٢١٣٣ - فإذا هم طعموا فألأم طاعم ... فإذا هم جاعوا فشرّ جياع (٥)

-


(١) شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٦٢).
(٢) في المساعد لابن عقيل (٢/ ١٨٠) تحقيق د/ بركات: (ويجب مطابقة النكرة في هذا لما أسند إليه «أفعل» ولا يجوز عدم المطابقة، ولا يقال: الزيدون أفضل رجل، ويجب أيضا كون النكرة مما يصدق على المسند إليه أفعل، فلا يجوز: زيد أفضل امرأة).
(٣) سورة البقرة: ٤١. وفي التذييل والتكميل (٤/ ٧٥١، ٧٥٢): (وقد يؤول قوله تعالى: أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ على حذف موصوف، هو جمع في المعنى، أي: أول فريق كافر) اه. ثم قال: ولا تكونوا أول كافر به، (وليس فاصلة فاختير فيه الإفراد؛ لأنه أخف ويغني عن الجمع) اه وفي المساعد (٢/ ١٨١) تحقيق د/ بركات: المعنى: (أول من كفر).
(٤) في معاني القرآن (١/ ٣٣).
(٥) هذا البيت من الكامل، وقد نسب لرجل جاهلي في نوادر أبي زيد (ص ٣٣٤). والمقصود بالطاعم: الآكل.
والشاهد في البيت قوله: «فالأم طاعم، فشر جياع»؛ حيث تضمن البيت الإفراد بعد «أفعل» في: -

<<  <  ج: ص:  >  >>