فان قلت: امرؤ لم ينقص منه شيء، فما بال ألف الوصل لحقته؟ وأجاب: فإنما ذاك لتغيره في إتباع ما قبل آخره من أجل الهمزة التي يجوز تخفيفها (المقتضب: ١/ ١٢٨) وله حديث في مواضع أخرى عن إتباع الراء للهمزة وليس إتباع الميم (المقتضب: ١/ ٨٢، ٢/ ٩٣، ٤/ ٢٣١). وانظر اللغتين الثانية والثالثة وشواهد ذلك في لسان العرب (مادة: مرء). (٢) سورة النساء: ١٧٦. وعللوا لهذا الإتباع الذي يقتضي الإعراب من مكانين بأن امرءا آخره همزة والهمزة قد تترك في كثير من الكلام (بالحذف أو الإبدال) فأتبعوها الراء ليكونوا إذا تركوا الهمزة آمنين من سقوط الإعراب (اللسان: مادة مرء) وعللوا الإتباع في ابنم بأن الميم قد تسقط فيبقى الإعراب على النون كما كان. (٣) هو أبو نصر الفارابي إسماعيل بن حماد الجوهري، من أئمة اللغة وأشهر كتبه الصحاح. دخل العراق صغيرا وسافر إلى الحجاز وعاد إلى خراسان ثم أقام في نيسابور، وهو أول من حاول الطيران ومات في سبيله؛ حيث صنع جناحين من خشب وصعد فوق سطحه وطار ولكنه ما لبث أن مات وكان ذلك سنة (٣٩٣ هـ). (ترجمته في الأعلام: ١/ ٣٠٩)، (بغية الوعاة: ١/ ٤٤٦). (٤) انظر الصحاح مادة مرء: (١/ ٧٢) وجاء فيه: «المرء الرّجل يقال هذا مرء صالح ومررت بمرء صالح ورأيت مرءا صالحا وضمّ الميم لغة وهما مرآن صالحان ولا يجمع على لفظه. وبعضهم يقول: هذه مرأة صالحة ومرة أيضا بترك الهمزة وتحريك الرّاء بحركتها، فإن جئت بألف الوصل كان فيه ثلاث لغات: فتح الراء على كلّ حال وضمّها على كلّ حال والإتباع». وقول الشارح: على كل حال: أي في الرفع والنصب والجر وهو واضح.