للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قال ابن أبي الربيع (١): اختلف الناس في زيادة اللام. فأما سيبويه فلم يذكر ذلك، وتابعه عليه أبو علي، وذهب المبرد إلى زيادتها مستدلّا بقوله تعالى: قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ (٢).

المعنى: ردفكم، وبقول تعالى: إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (٣) الأصل: الرؤيا تعبرون لأنك تقول: عبرت الرؤيا ولا تقول: عبرت للرؤيا. فأما هذه الآية الشريفة فلا دلالة فيها عندي؛ لأن العامل قد تأخر، وإذا تأخر عن منصوب يصل إليه بنفسه جاز دخول حرف الجر، وذلك أن الفعل إذا تأخر ضعف وصوله إلى مفعوله فجاز أن يقوى بحرف يصل به. وأما الآية الشريفة الثانية فالاستدلال بها أقوى من الأولى.

إلا أنه يمكن أن يضمن (ردف) معنى: تهيأ، التقدير: قل: عسى أن يكون تهيأ لكم بعض الذي تستعجلون، وإذا أمكن أن يبقى الحرف على معناه فلا سبيل إلى ادعاء الزيادة، لأن الزيادة في الشيء خروج عن موضوع الشيء (٤).

وكلام ابن عصفور موافق لكلام ابن أبي الربيع في ذلك فإنه جعل من أقسام اللام أن تكون مقوية لعمل العامل قال: وهي الداخلة على المفعول إذا تقدم على العامل فيه نحو قوله تعالى: إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (٥).

ثم ذكر من أقسامها أن تكون زائدة، قال: وذلك في موضعين:

أحدهما: بين المضاف والمضاف إليه في باب «لا»، وباب النداء نحو: لا أبا لزيد، و:

٢٤٤٧ - يا بؤس للجهل ضرّارا لأقوام (٦)

والآخر: أن تدخل على المفعول وهو متأخر عن العامل نحو: ضربت لزيد، وبابه أن يجيء في الشعر نحو قوله:

٢٤٤٨ - وملكت ما بين العراق ويثرب ... ملكا أجار لمسلم ومعاهد (٧)

-


(١) رأيه في التذييل (٤/ ١٤، ١٥).
(٢) سورة النمل: ٧٢.
(٣) سورة يوسف: ٤٣.
(٤) التذييل (٤/ ١٤، ١٥).
(٥) شرح الجمل (١/ ٥١٤).
(٦) من البسيط للنابغة الذبياني. ديوانه (ص ٧١)، وانظر الكتاب (١/ ٣٤٦)، والمقتضب (٤/ ٢٥٣)، والهمع (١/ ١٧٣).
(٧) من الكامل لابن ميادة وانظر في الأشموني (٢/ ٢١٦)، والتصريح (٢/ ١١)، والمغني (ص ٢١٥)، والهمع (٢/ ٣٣) وفي الأصل: «معاند».

<<  <  ج: ص:  >  >>