للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

تقوم قرينة على أن الانتهاء به؛ فيعمل بمقتضاها أيضا. لكن المصنف أشار إلى أن ما ذكره هو مذهب سيبويه كما عرفت. وفي شرح الإيضاح للخضراوي: اختلف الناس في ما بعد «حتى» إذا كانت جارة، أيدخل في ما قبلها أم لا؟ فمذهب أكثر النحويين أنه داخل في ما قبلها في كل وجه. وقال قوم: يدخل في ما قبلها ما لم يكن غير جزء منه نحو: إنه لينام الليل حتى الصباح، وهو قول الفراء (١)، والرماني (٢)، وجماعة (٣).

ومذهب أبي العباس (٤)، وأبي بكر (٥)، وأبي علي (٦): أنه داخل إلا بقرينة تخرجه نحو قولهم: إنه ليصوم الأيام حتى يوم الفطر. واتفقوا [على] أنها إذا عطفت دخل ما بعدها في ما قبلها فمن يقول في «نمت الليل حتى الصباح»: إن الصباح لم ينم فيه حتى يجيز العطف؛ لأنهم اتفقوا فيما أعلم [على] أنها لا تعطف إلا حيث تجر ولا يلزمه العكس. واتفقوا على أنه إذا لم يكن قبلها ما يعطف عليه لم يجز إلا الخفض نحو: حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٧)، وتَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (٨)، وأقاموا حتى الصباح، وأقام حتى ساعة تهيأ أمرنا (٩). هذا كلام الخضراوي.

ومنها: قوله: ولا يلزم كونه آخر جزء أو ملاقي آخر جزء أي: لا يلزم كون مجرور حتى [كذلك]؛ فإن مقتضاه أن هذا الذي ذكره هو مذهب الجمهور، ولهذا نسب في الشرح الخلاف في ذلك إلى الزمخشري خاصّة لكن المغاربة مطنبون على خلاف ما ذكره المصنف.

قال ابن عصفور في شرح الإيضاح: ولا يكون الاسم الذي انجر بها - يعني بـ «حتى» - إلا آخر جزء من الشيء نحو قولك: أكلت السمكة حتى رأسها، أو ملاقيا لآخر جزء منه نحو قولك: سرت النهار حتى الليل، ولو قلت: أكلت السمكة حتى وسطها، وسرت النهار حتى نصفه؛ لم يجز، بل يجب أن تأتي -


(١) التذييل (٤/ ٢٨)، والهمع (٢/ ٢٥).
(٢) المصدرين السابقين.
(٣) المصدرين أنفسهما.
(٤) المقتضب (٢/ ٣٨)، (٤/ ١٣٩).
(٥) الأصول (١/ ٣٤٠) وما بعدها.
(٦) الارتشاف (٢/ ٤٦٨)، والتذييل (٤/ ٢٨).
(٧) سورة القدر: ٥.
(٨) سورة الذاريات: ٤٣.
(٩) في الإفصاح له. راجع التذييل (٤/ ٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>