للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

٢٦٢٧ - فلئن قلت هذيل شياه ... لبما كان هذيلا يفل (١)

قال: والفعل الذي يتعلق به الباء مقدر [مما] قبلها، والتقدير: لانتفاء إحارتك جوابا برؤيتك وأنت خطيب. وهنّ قديمات العهود دواثر ترويني تلك الديار؛ لقلته بما كان نقلها، والسببية ظاهرة في هذا البيت، وأما في البيتين قبله: فسبب خرسه بالموت كونه كان خطيبا في الحياة؛ إذ ينشأ عن الحياة الموت، إذ مصير كل شيء إلى الممات، وكذلك البيت الثاني: سبب دثور الديار كونها عامرة بأهلها؛ إذ مصير العمران للخراب؛ ولذلك جاء:

٢٦٢٨ - لدوا للموت وابنوا للخراب ... [فكلّكم يصير إلى ذهاب] (٢)

انتهى. ولا يخفى أن ما قدره بعيد أن يكون مراد الشاعر، ولكن قول المصنف:

إن المراد التعليل؛ غير ظاهر.

وأما قول المصنف: وربما نصبت حينئذ مضارعا؛ فمراده حين يحدث في الكاف معنى التعليل، وذلك إذا كانت «ما» كافة واقتضى كلام المصنف أن «كما» هي الناصبة وأنها إنما نصبت تشبيها لها بـ «كي» ولم يرتض قول الفارسي فيها، وهو أن الأصل كيما، وقول المصنف في المتن: وربّما نصبت حينئذ مضارعا يرشد إلى أن المراد بقوله في الشرح: وإذا حدث فيها معنى التعليل، ووليها مضارع نصبته: أنّ المضارع قد ينصب بعدها، أي: أن ذلك قليل؛ فلا تتوجه على عبارته في الشرح مناقشة.

ثم اعلم أنه قد تقدم لنا قول ابن عصفور: وجعل الكوفيون «كما» في:

٢٦٢٩ - [كما] نغدّي القوم من شوائه

محذوفة من «كيما»، و «نغدّي» في موضع نصب بها، إلا أنه سكن للضرورة فقال: واستدلوا على ذلك بقوله:

٢٦٣٠ - كما يحسبوا أنّ الهوى حيث تنظر

فعلى هذا الذي ذكره المصنف في هذه المسألة عن الفارسي هو مذهب الكوفيين. -


(١) بنصه وبغير نسبة في التذييل والتكميل (٧/ ٧٢ / أ).
(٢) من الوافر لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه - ديوانه (ص ٧) وبرواية:
له ملك ينادي كل يوم ... لدوا ... للخراب
وانظر: التصريح (٢/ ١٢)، والخزانة (٣/ ١٦٣)، والدرر (٢/ ٣١)، والهمع (٢/ ٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>