للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

دار، وأشباهها بـ «ربّ» المحذوفة، وزعم المبرد أن الجر بعد الواو بالواو نفسها (١).

ولا يصح ذلك؛ لأن الواو أسوة «الفاء، وبل» في إضمار «رب» بعدهما، ولأنها عاطفة لما بعدها من الكلام على ما قبلها، والعاطف ليس بعامل ولا يمنع كونها عاطفة افتتاح بعد الأراجيز بها؛ (لإمكان) (٢) إسقاط الراوي شيئا من الأرجوزة متقدما، ولإمكان عطف الراجز ما افتتح به على بعض ما في نفسه. انتهى.

وقال ابن أبي الربيع: العرب تحذف «رب» وتبقي عملها بعد واو العطف ولا يجوز إظهارها بعده، نحو قول امرئ القيس:

٢٧٠٢ - وفرع يغشّي المتن أسود فاحم ... أثيث كقنو النّخلة المتعثكل (٣)

وهذا إذا كانت الواو عاطفة جملة على جملة، وأما إذا كانت معطوفة على «رب» نحو: ربّ مكروب، وربّ أسير؛ فتكون ظاهرة، وإنما يلزم حذفها في ما ذكرت لك. وقد أجرت العرب الفاء مجرى الواو فحذفت بعدها «ربّ» نحو:

٢٧٠٣ - فمثلك حبلى ... ... ... البيت

ونحو:

٢٧٠٤ - فإن أهلك فذي حنق ... البيت الآخر

وقد حذفت قليلا بعد «ثمّ» والأصل في هذا كله الواو.

ولا أعلم خلافا بين النحويين في ما ذكرته إلا أبا العباس المبرد فإنه قال: إن الواو بمنزلة «رب» وإن الواو تأتي على ثلاثة أقسام: عاطفة، وللحال، وبمنزلة «رب».

وقال في مثل قول امرئ القيس:

وفرع يغشّي المتن ...

إن الخفض في «فرع» بالواو، وليست عاطفة، وكأنه قال: ربّ فرع فوضعت العرب الواو موضعها، وبمعناها. واستدل على ذلك بقول الشاعر:

٢٧٠٥ - وقائم الأعماق خاوي المخترق ... [مشتبه الأعلام لمّاع الخفق] (٤)

-


(١) المقتضب (٢/ ٣١٩، ٣٤٧)، (٣/ ٢٥٦).
(٢) في الأصل: لأنه كان، وهو تحريف.
(٣) من الطويل، والفرع: الشعر الطويل، والأثيث: الكثير النبات، والقنو: العذق، كياسة النخلة، والمتعثكل: المتداخل لكثرته، وانظر ديوانه (ص ١٦).
(٤) بيت من الرجز لرؤبة، والقتمة: الغبرة، والخاوي: الخالي، والمخترق: مكان الاختراق من الخرق، -

<<  <  ج: ص:  >  >>