للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

تالله ليقوم زيد، قال: فعلى هذا قد يكون الجواب من قبيل المفردات؛ لأن لام «كي» إنما تنصب بإضمار «أن»

و «أن» وما بعدها يتأول بالمصدر فكأنك قلت:

تالله للقيام؛ إلا أن العرب أجرت ذلك مجرى الجملة لجريان الجملة بالذكر بعد لام «كي» فوضعت لذلك ليفعل موضع «ليفعلن». وقال في شرح الإيضاح: عند ذكره الحروف التي يلتقي بها القسم: وزعم أبو الحسن الأخفش أن العرب قد تتلقى القسم بلام «كي» وحمل على ذلك قوله تعالى: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ (١)، وقوله تعالى: وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ (٢)، والمعنى عنده:

ليرضنكم ولتصغين، واستدل أبو علي في «العسكريات» (٣) على صحة ما ذهب إليه يعني الأخفش يقول ابن عتاب الطائي:

٢٧٦٤ - إذا قال قدني قال بالله حلفة ... لتغني عنّي ذا إنائك أجمعا (٤)

ثم قال أبو علي: فإن قيل: إن المقسم عليه إنما يكون جملة وليس هذا بجملة؛ لأن «أن» والفعل في تقدير اسم مفرد. قيل: إن ذلك لا يمنع من وقوعه موقع الجملة التي يقسم عليها وإن كان مفردا وذلك أن الفعل والفاعل اللّذين جريا في الصلة يسدّان مسد الجملة فيصير المجموع بمنزل الجملة وسادّا مسدّها كما كان ذلك في نحو قوله تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا (٥)، وكقولهم:

علمت أن زيدا منطلق، وكذلك قولهم: لو أنك جئتني أكرمتك [٤/ ٤٨]، وقولهم: أقائم زيد. لكن رجع أبو علي عن ذلك في «التذكرة»، و «البصريات» وقال: إن ذلك لم يرد في كلام العرب، وإن الآيتين الشريفتين والبيت لا حجة للأخفش فيها. أما قوله تعالى: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ فاللام متعلقة بـ (يحلفون،) وليس القسم بمراد؛ إنما المراد الإخبار عنهم بأنهم يحلفون أنهم ما فعلوا ذلك ليرضوا بحلفهم المؤمنين. وأما قوله تعالى: وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ -


(١) سورة التوبة: ٦٢.
(٢) سورة الأنعام: ١١٣.
(٣) انظر: الكتاب المذكور (ص ١٣٢) تحقيق د/ محمد الشاطر، وانظر: الارتشاف (٢/ ٤٨٣)، والهمع (٢/ ٤١).
(٤) من الطويل لحريث بن عناب، وانظره في: الخزانة (٤/ ٥٨٠)، والدرر (٢/ ٤٤)، وشرح المفصل (٣/ ٨)، والمغني (ص ٢١٠، ٤٠٩)، والمقرب (٢/ ٧٧)، والهمع (٢/ ٤١).
(٥) سورة العنكبوت: ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>