للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

تقول: أعجبني يوم زرتني؛ فتبني، وأعجبني يوما زرتني؛ فتعرب (١). وهذا صريح في جواز إضافة أسماء الزمان المحدودة إلى الجملة.

وجرى ذكر هذه المسألة مرة في مجلس فيه المعتبرون من أهل الفن فذكرت لهم ما ذكره المصنف عن المبرد فقال بعض الجماعة: هذا منقوض بقوله في باب الإضافة:

(تضاف أسماء الزمان المبهمة غير المحدودة إلى الجمل) فأجبت بأن لا مناقضة؛ وذلك أنه إنما قيد الأسماء المذكورة بعدم التحديد ليرتب على ذلك بناءها ومن ثم قال: فيبنى وجوبا إن كان كذا وجوازا إن كان كذا، وإذا كان كذلك فلا يمتنع إضافة أسماء الزمان المحدودة إلى الجمل، لكنها إذا أضيفت تكون معربة، ولا يجيء فيها البناء كما كان في غير المحدودة. فاستحسنه الجماعة وكنت جازما بذلك.

لكن لما وقفت على قوله في الشرح هنا: ولا يضاف إليها يوما ولا ليلتان ولا أسبوع ولا شهر أشكل الأمر؛ لأنه صرح بأن المحدودة لا تضاف وأطلق وحينئذ يعود السؤال وهو أن يقال: كيف قال هنا: إن المحدودة من أسماء الزمان لا تضاف وقال في باب «لا»: إن العرب تقول: أعجبني يوما زرتني؛ فتعرب، ولا شك أن اليومين مضافان إلى «زرتني» مع أنهما معربان حال إضافتهما.

والذي ذكره المصنف هنا قد صرح به ابن عصفور حيث قال: ولا يضاف إلى جملة أسماء الزمان غير المثناة. وكلام الشيخ (٢) موافق لذلك. وذكر السهيلي العلة في امتناع إضافة المبني إلى الجمل. فقال: لأن الحدث إنما يقع مضافا للظرف الذي هو وقت له فلا معنى لذكر وقت آخر (٣).

قال: ووجه آخر وهو أن الجملة المضاف إليها هي نعت للظرف في المعنى فقولك:

يوم قدم زيد؛ كقولك: يوم قدم زيد فيه، في المعنى. والفعل لا تدخله التثنية فلا يصح [٤/ ٩٢] أن يضاف إليه الاثنان كما لا يصح أن ينعت الاثنان بواحد. ووجه ثالث وهو أن قولك: قام زيد؛ لا يصح إلا أن يكون جوابا لـ «متى»، واليومان جواب لـ «كم» وما هو جواب لـ «كم» لا يكون جوابا لـ «متى» أصلا؛ فإن -


(١) المقتضب (٤/ ٣٧٤) وما بعدها.
(٢) في التذييل (٧/ ٢٣٦) قال: (وذهب ابن كيسان إلى جواز إضافة المثنى إلى الجملة، والصحيح المنع؛ إذ لم يسمع، نصّ على ذلك ابن السراج).
(٣) التذييل (٧/ ٢٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>