للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

تنوين لأنه على هذا القصد اسم للسورة فلا ينصرف للتعريف والتأنيث، ومن الالتفات إلى المحذوف قوله:

٣٠٣٩ - يسقون من ورد البريص عليهم ... بردى يصفّق بالرّحيق السّلسل (١)

أراد: ماء بردى فحذف ملتفتا إلى الماء فذكر، ولولا ذلك لقال: تصفق؛ لأن «بردى» اسم مؤنث، ثم إن القائم مقام المضاف إن امتنع استبداده به فهو قياسي وإن صح استبداده به فهو سماعي والمراد باستبداده به أن يكون المضاف إليه صالحا للفاعلية إن كان المضاف فاعلا، ولغير فاعلية إن كان غير فاعل؛ فالحذف في وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ (٢) قياسي؛ لعدم استبداد [٤/ ٩٤] القرية بوقوع السؤال عليها حقيقة. وكذا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ (٣) أي: حب العجل هو أيضا قياسي لعدم صلاحية العجل لأن يكون مشربا في قلوبهم، وكذا إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ (٤) أي: ضعف عذاب الحياة وضعف عذاب الممات، ومنه قول الأعشى:

٣٠٤٠ - فارقنا قبل أن نفارقه ... لمّا قضى من جماعنا وطرا (٥)

أي: قبل إرادة أن تفارقه لا بد من هذا التقدير؛ لأن الفراق لا يكون من أحد المتفرقين قبل الآخر. وأجاز ابن جني: جلست زيدا؛ على تقدير: جلست جلوس زيد (٦)، ولا أرى ذلك؛ لأن المعنى لا يتعين لاحتمال أن يراد: جلست إلى زيد؛ فحذفت «إلى» وانتصب ما كان مجرورا بها بخلاف الأمثلة التي مرت؛ فنوعها قد أمن فيه اللبس وجعل قياسا بخلاف ما يوجد فيه الجزآن صالحين لعمل العامل حقيقة نحو: ضربت غلام زيد؛ فإنه لو قيل فيه: ضربت زيدا، لم يفهم المراد؛ لأن «زيدا» يصح استبداده بمفعولية «ضرب» فيمتنع الحذف من هذا النوع ما لم -


(١) من الكامل لحسان بن ثابت. ديوانه (١٢٢)، والأشموني (٢/ ٢٧٢)، والخزانة (٢/ ٢٣٦)، والدرر (٦٤)، والهمع (٢/ ٥١). هذا، والبريص: موضع بالشام، وبردى: نهر بدمشق، والرحيق: الخمر.
(٢) يوسف: ٨٢.
(٣) سورة البقرة: ٩٣.
(٤) سورة الإسراء: ٧٥.
(٥) من المنسرح للربيع بن ضبع. المحتسب (١/ ١٦٧)، والمغني (٦٨٩).
(٦) المغني (٦٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>