للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ومعزوة إلى موثق بعربيته قبل التعلم، فإنه من كبار التابعين ومن الذين يقتدى بهم في الفصاحة كما يقتدى بمن في عصره من أمثاله الذين لم يعلم منهم مجاورة للعجم يحدث بها اللحن ويكفيه شاهدا على ما وصفته به أن أحد شيوخه الذين عول عليهم في قراءة القرآن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه، وتوجيه ما قرأ به في قياس النحو قوي؛ وذلك أنها قراءة اشتملت على فصل بفضلة بين عاملها المضاف [٤/ ٩٨] إلى ما هو فاعل. فحسن ذلك ثلاثة أمور:

أحدها: كون الفاصل فضلة، فإنه بذلك صالح لعدم الاعتداد به.

الثاني: كونه غير أجنبي لتعلقه بالمضاف.

الثالث: كونه مقدر التأخير من أجل أن المضاف إليه مقدر التقديم بمقتضى الفاعلية المعنوية ولو لم يستعمل العرب الفصل المشار إليه لاقتضى القياس استعماله؛ لأنهم قد فصلوا في الشعر بالأجنبي كثيرا ما استحق الفصل بغير أجنبي أن يكون له مزية فيحكم بجوازه مطلقا. وأيضا فقد فصل في قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «هل أنتم تاركوا لي صاحبي؟» بالجار والمجرور والمضاف فيه اسم فاعل مع أنه مفصول بما فيه من الضمير المنوي ففصل المصدر مع خلوه من ضمير أسهل وأحق بالجواز. ولذلك قلت نظائر: «هل أنتم تاركوا لي صاحبي؟» وكثرت نظائر «قتل أولادهم شركائهم» فمنها قول الطرماح (١):

٣٠٧٦ - يطفن بحوزيّ المراتع لم ترع ... بواديه من قرع القسيّ الكنائن (٢)

ومنها:

٣٠٧٧ - عتوا إذ أجبناهم إلى السّلم رأفة ... فسقناهم سوق البغاث الأجادل

ومن يلغ أعقاب الأمور فإنّه ... جدير بهلك آجل أو معاجل (٣)

ومنها: -


(١) ابن حكيم من طيئ شاعر إسلامي كان هجاء معاصرا للكميت لا يكادان - من صداقتهما - يفترقان (ت: ١٢٥ هـ). الأعلام (٣/ ٣٢٥)، وجمهرة الأنساب (/ ٣٧٨).
(٢) من الطويل. ديوانه (١٦٩)، والخصائص (٢/ ٤٠٦)، واللسان: «حوز».
(٣) من الطويل. الأشموني (٢/ ٢٧٦)، والتصريح (٢/ ٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>