للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وأطعمت شاة كل شاة. قال المصنف: وفيه معنى التوكيد وليس من ألفاظه للزوم إضافته إلى ظاهر (١).

وأقول: إنني لم يتحقق لي قوله: وفيه معنى التوكيد، ثم إذا كان المراد في رأيت الرجل كل الرجل معنى كامل فمن أين يجيء التوكيد.

المسألة الثالثة:

أن كلا إذا أخبر عنه مضافا إلى نكرة تعين اعتبار معناه نحو قوله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ * (٢) وكل رجلين قائمان وكل رجال قائمون وكُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ * (٣) وإذا أخبر عنه مضافا إلى معرفة جاز اعتبار لفظه فيفرد الخبر ويذكر كقوله تعالى إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً (٤) واعتبار معناه فيجاء به على وفق المضاف إليه نحو وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ (٥)، لأن المعنى وكلهم أتوه داخرين وقد عرفت أن هذه المسألة قد تقدم له ذكرها في باب الإضافة وعبارته عنها في ذلك الباب أوفى، وأتم وأشمل للمقصود من عبارته هنا. ولا يخفي ذلك على الناظر.

واعلم أن الفارسي ذكر في الإيضاح مسألة تتعلق بكل (٦) فتعرض الشيخ إلى ذكرها هنا استطرادا وذكر فروعا أخر لها تمت بالمسألة (٧).

المسألة الرابعة:

مذهب البصريين التسوية بين كلهم وأجمعين في إفادة العموم دون تعرض -


(١) شرح التسهيل (٣/ ٣٠٠).
(٢) سورة آل عمران ١٨٥، والأنبياء: ٣٥، والعنكبوت: ٥٧.
(٣) سورة المؤمنون ٥٣، وسورة الروم: ٣٢.
(٤) سورة مريم: ٩٣.
(٥) سورة النمل: ٨٧.
(٦) الإيضاح (٥٠).
(٧) في التذييل (٧/ ٣١٥) «مسألة: وضع كل في كلامهم على العموم وذلك إذا حملته على غيره توكيدا أو ابتدأت به. فأما إذا بنيته على اسم نحو هؤلاء كلهم تشير لمن عرف من يعني بالضمير المجرور في كلهم أو على غير اسم نحو ضربت كلهم فإنها تخرج عن العموم وتصير في معنى جميعهم ويطلق اسم الجميع على الأكثر بخلاف ضربت القوم كلهم لأنه محيط بهم غالبا. هكذا نقل الخليل عنهم» هذا: ويجوز في كلكم من أنتم كلكم بينكم درهم التوكيد والابتداء. راجع التذييل (٧/ ٣١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>