للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ما شئت بمصدر. والصحيح أن ما في المثال المذكور شرطية محذوفة الجواب، والجملة نعت للنكرة التي قبلها رجلا كان أو غيره والتقدير مررت برجل ما شئت من رجل فهو ذلك. ولكون ما شرطية حسن وقوع من بعدها لبيان الجنس كقوله تعالى وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ (١) ولو كانت مصدرية لم يحسن وقوع من بعدها (٢). انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

وهو كما قيل من السحر الحلال لمحتبيه، ولم أر قبله سحرا حلالا.

وملخص ما تضمنه هذا الفصل: أن المنعوت به إما جملة وقد فصل القول فيها وإما مفرد. ثم المفرد إما مشتق وقد عرفته وإما غير مشتق لكن غير المشتق لا بد أن يكون جاريا مجرى المشتق ثم هذا الجاري أقسامه عشرة. جار مجرى المشتق أبدا بمعنى أنه لا يستعمل إلا نعتا وهو ثلاثة أقسام. الوصف الذي وضع موافقا للمشتقات في تضمن معاني الأفعال دون حروفها كلوذعي وأخواته وذو بمعنى صاحب وفروعه ومن فروعه أيضا أولو وأولات والمنصوب. وجار مجرى المشتق في حال دون حال بمعنى أنه يستعمل نعتا وغير نعت ثم هو مقيس

وغير مقيس. فالمقيس أربعة أقسام:

أسماء الإشارة غير المكانية وذو الموصولة وفروعها والموصولات المبدوءة بهمزة الوصل والكلمات المنثورة التي ذكرها مقيدة بما أشار إليه رجل وأي وكل وجد وحق. وغير المقيس ثلاثة أقسام:

المصدر والعدد والقائم بمسماه معنى لازم ينزله منزلة المشتق.

ويختص المنسوب من المقيس دون بقية أقسامه بتحمل الضمير ورفعه الظاهر.

قال المصنف في شرح الكافية:

وللاسم المنسوب إليه مزية على غيره من الجاري مجرى المشتق لكثرة الحاجة إليه في المفرد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث فذلك رفع به الظاهر دون شذوذ فيقال مررت برجل عربي أبوه عجمية أمه. انتهى (٣). -


(١) سورة البقرة: ١٩٧.
(٢) شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣١٦).
(٣) شرح الكافية الشافية (٣/ ١١٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>