للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وهو كلام حسن.

وبعد أن ذكر ابن أبي الربيع أن عطف البيان هو الاسم الجامد الجاري على ما قبله جريان النعت يعني من غير تكرير عامل محترزا بذلك عن البدل فإنه اسم جامد جار على ما قبله لكن ليس جريانه جريان النعت لأن البدل على نية تكرير العامل. قال: «والأصل في الجوامد كلها أن تلي العوامل فمتى جاءت تابعة فتقدر ولايتها للعامل كما في البدل فإن لم يمكن تقدير ولايتها للعامل كما في عطف البيان كان ذلك على غير قياس كما أن الأصل في المشتقات أن تكون تابعة فمتى وليت العامل كان ذلك على غير قياس وكان على حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه. قال: فقد تقرر مما ذكرته أن عطف البيان ليس بالقياس بخلاف البدل فلا ينبغي أن يقال به إلا بدليل وحيث لا يمكن البدل وذلك إنما جاء في بابين وهما اسم الفاعل نحو:

٣١٨١ - أنا ابن التارك البكري بشر (١) ... [عليه الطير ترقبه وقوعا]

والآخر: النداء نحو يا أخانا زيدا فلو كان بدلا لكان مبنيّا على الضم لأن البدل على تقدير تكرير العامل أو على تقدير طرح الأول وإحلال الثاني محله على حسب الخلاف في ذلك (٢). انتهى.

وليعلم أن ابن عصفور تابع للشلوبين في القول بالتزام التعريف في عطف البيان ومتبوعه بناء على أن ذلك مذهب البصريين (٣). ولم يذكر في مقربه غير ذلك (٤).

لكنه قال في شرح الجمل أن كونهما معرفتين هو الأكثر (٥)، ثم قال: وقد يكون في النكرات.

وقد أجاز الفارسي في زَيْتُونَةٍ من قوله تعالى: مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ -


(١) صدر بيت من الوافر للمرار الأسدي ذكرنا عجزه. الأشموني (٣/ ٨٧)، وشرح السيرافي (١/ ١٠٦)، وشرح المفصل (٣/ ٧٢، ٧٣)،
والكتاب (١/ ٩٣)، والهمع (٢/ ١٢٢)، هذا:
وبشر هو سيد بني مرثد زوج الخرنق وقد قدمنا ترجمة لها آنفا.
(٢) ينظر التذييل (٤/ ١٣٥).
(٣) ينظر في ذلك الأشموني (٣/ ٨٦)، وشرح الجمل (١/ ١٧٧)، والهمع (٢/ ١٢١).
(٤) المقرب (١/ ٢٤٨).
(٥) شرح الجمل (١/ ٢٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>