للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كما زعم غير الأخفش، والدليل على ثبوته قول أبي موسى الأشعري (١) - رضي الله تعالى عنه - «أتينا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم نفر من الأشعريّين» (٢)، ومثله قول الشاعر:

٣١٩٨ - وشوهاء تعدو بي إلى صارح الوغى ... بمستلئم مثل الفنيق المرحل (٣)

ومثله:

٣١٩٩ - بكم قريش كفينا كلّ معضلة ... وأم نهج الهدى من كان ضلّيلا (٤)

ويسمى البدل بدل بعض إن دل على بعض ما دلّ عليه الأول نحو: مررت بقومك ناس منهم وضربت وجوههم أولها، ومنه على أحد الوجهين قوله تعالى:

وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا (٥) ويسمى البدل بدل اشتمال إن باين الأول أي إن لم يكن بدل كل فدخل في ذلك بدل البعض ويدل الإضراب والغلط. فخرج بدل البعض بقولي: ولم يكن بعضه وخرج بدلا الإضراب والغلط بقولي: وصحّ الاستغناء به عنه. فخلصت العبارة للمسمى بدل اشتمال وهو إما مصدر دالّ على معنى قائم بمسمى المبدل منه كعجبت من زيد حلمه. أو صادر عنه كعجبت منه قراءته، أو واقع فيه كـ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ (٦) أو واقع عليه كدعى زيد للطعام أكله، وأما على ملابس صالح للاستغناء عنه بالأول كـ قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ ٤ النَّارِ (٧) والصلاحية للاستغناء عنه بالأول شرط في هذه الأمثلة كلها وما أشبهها. فان كان الملابس لا يغني عنه الأول كالأخ والعم وجيء به بدلا فهو بدل إضراب أو غلط كقولك: عجبت [٤/ ١٤٠] من زيد أخيه وانطلقت إلى عمرو عمه، ومن شواهد بدل البعض قول الشاعر: -


(١) عبد الله بن قيس من بني الأشعر صحابي، وفي الحديث «سيد الفوارس أبو موسى» وهو أحد الحكمين في «صفين» (ت ٤٤ هـ) - الأعلام (٤/ ٢٥٤).
(٢) انظره في التذييل (٤/ ١٤٠).
(٣) البيت من الطويل. التذييل (٤/ ١٤٠)، ومعاهد التنصيص (١/ ٢٥٣) وفي اللسان: فتق:
الفنيق: الفحل المكرم من الإبل.
(٤) البيت من البسيط. الارتشاف (٢/ ٦٢٢) والتصريح (٢/ ١٦١) والشذور (ص ٤٣).
(٥) سورة آل عمران: ٩٧ - وانظر في ذلك البحر المحيط (٣/ ١٠)، والكشاف وحاشية الشريف الجرجاني عليه (ط دار المعرفة) (١/ ٤٤٨، ٤٤٩).
(٦) سورة البقرة: ٢١٧.
(٧) سورة البروج: ٤، ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>