للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وضمير النصب المتصل في العطف عليه كالظاهر على أن ضمير النصب المتصل يعطف عليه الظاهر وضمير النصب المنفصل كما يعطفان على الاسم الظاهر، فيقال: رأيته وإياك ورأيته وعمرا كما يقال: رأيت زيدا وإياك ورأيت زيدا وعمرا، وسكت عن عطفه تنبيها على أن حرف العطف لا يليه ضمير النصب بلفظ الاتصال بل بلفظ الانفصال. وفي هذا رد على من زعم أن حرف العطف عامل في المعطوف إذ لو كان عاملا للزم كون ما وليه من ضمائر النصب بلفظ الاتصال كما يلزم ذلك مع أن وأخواتها. والهاء من قولي: ومثله في الحالين عائدة على الظاهر.

والمراد بالحالين حالا عطفه والعطف عليه فنبهت بذلك على أن الضمير المنفصل منصوبا كان أو مرفوعا في عطفه والعطف عليه بمنزلة الظاهر فيقال:

رأيت زيدا وإياك، وإياك وزيدا رأيت، وصاحباك زيد وأنا، وأنا وزيد صاحباك، كما يقال: رأيت زيدا وعمرا، وزيدا وعمرا رأيت، وصاحباك زيد وعمرو، وزيد وعمرو صاحباك.

وإذا كان المعطوف عليه ضمير جر أعيد الجار كقوله تعالى: فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ (١) [و] وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (٢) ويُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ (٣) وإعادته مختارة لا واجبة وفاقا ليونس والأخفش والكوفيين (٤).

وأجاز الفراء في «ما» من قوله تعالى: قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ (٥) الرفع عطفا على اللَّهُ والجرّ عطفا على فِيهِنَّ (٦) وأجاز عطف وَمَنْ لَسْتُمْ (٧) على لَكُمْ فِيها مَعايِشَ (٨).

وللموجبين إعادة الجر حجتان:

إحداهما: أن ضمير الجر شبيه بالتنوين ومعاقب له فلا يعطف عليه كما لا يعطف -


- والتصريح (٢/ ١٥١) وشواهد التوضيح (ص ١١٢) والهمع (٢/ ١٣٨، ١٣٩).
(١) سورة فصلت: ١١.
(٢) سورة غافر: ٨٠.
(٣) سورة الأنعام: ٦٤.
(٤) ينظر الارتشاف (٢/ ٦٥٨).
(٥) سورة النساء: ١٢٧.
(٦) معاني الفراء (١/ ٢٩٠).
(٧) سورة الحجر: ٢٠.
(٨) معاني الفراء: سورة الحجر - الآية السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>