للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ألقيت سعدا: نعم وأخاه، وقول بعض العرب: وبك أهلا وسهلا لمن قال: مرحبا وأهلا أي: وبك مرحبا وأهلا، ومنه قول نهشل بن ضمرة (١):

٣٣٥٨ - قبح الإله الفقعسيّ ورهطه ... وإذا تأوهت القلاص الضمر

٣٣٥٩ - ولحا الإله الفقعسيّ ورهطه ... وإذا توقد في النجاة الخزوّر (٢)

أي قبحه الله كل حين وإذا تأوهت القلاص، ولحاه الله كل حين وإذا توقد في النجاة الخزور، ومنه والله أعلم قوله تعالى: فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ (٣) أي لو ملكه ولو افتدى به ومثله: وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي (٤) أي لترحم ولتصنع على عيني، ومثل ذلك مع الفاء قوله تعالى: فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً (٥) وقوله تعالى: أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ (٦) أي: فضرب فانفجرت، وفضرب فانفلق، ومثال ذلك مع أو قول أمية الهذلي:

٣٣٦٠ - فهل لك أو من والد (لك) قبلنا ... يوشّح أولاد العشار ويفضل (٧)

أراد فهل لك من أخ أو من والد. ولابن عصفور في قوله تعالى: أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ تقرير عجيب، وهو أن حرف العطف لم يحذف وإنما حذف المعطوف عليه وحده دون الفاء وحذفت الفاء من المعطوف وأقرت الفاء من المعطوف عليه واتصلت بالمعطوف فأبقى من كلّ ما دلّ على المحذوف (٨).

قال الشيخ: وهذا ليس بشيء؛ لأن القرآن العزيز ملآن من حذف جمل معطوفة -


(١) الدارمي شاعر مخضرم صحب عليّا في حروبه (ت نحو ٤٥ هـ) - الأعلام (٩/ ٢٥) والجمحي (ص ٤٩٥) والشعر والشعراء - بتحقيق شاكر - (ص ٦١٩).
(٢) البيت من الكامل، وهما بنسبتهما - في التذييل (٤/ ١٧٨).
(٣) سورة آل عمران: ٩١.
(٤) سورة طه: ٣٩.
(٥) سورة البقرة: ٦٠، هذا: وفي الأصل: أن اضرب .... وهو تحريف، وخلط بين هذه وبين آية الأعراف: ١٦٠، والتي فيها فَانْبَجَسَتْ بدل فَانْفَجَرَتْ.
(٦) سورة الشعراء: ٦٣.
(٧) البيت من الطويل - شرح السكرى (ص ٥٣٧)، والأشموني (٣/ ١١٨)، والدرر (٢/ ١٩٣) والعيني (٤/ ١٨٢)، والهمع (٢/ ١٤٠).
(٨) شرح الجمل (١/ ٢٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>