للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الصفة ولولا الاشتقاق لما عد قاذفا. ولا شك أنه إذا كان بغير مشتق لا يحتمل الصدق والكذب، وكذا الفعل المقدر هو إنشاء وليس بخبر لأنه الدال عليه ليس بخبر وهو يا زيد فالنداء والفعل المحذوف متطابقان في عدم

الخبرية.

ثم إنك قد علمت من كلام المصنف العلة لوجوب حذف الفعل ما هي.

ومنها: أن بعضهم ذهب إلى أن حرف النداء هو العامل في المنادى النصب لأنه ناب عن الفعل فعمل. قال: ولذا جازت إمالته وتعلق به حرف الجر في نحو: يا لزيد، وأجيب عن ذلك أما الإمالة فمسلم أنها للنيابة عن الفعل أما في العمل فلا، ومثله إمالة بلى لما جاز حذف الفعل بعدها في الجواب أمالوها وإن لم تكن عاملة بالإجماع. وأما حرف الجر فلا نسلم تعلقه بيا بل بالفعل المحذوف ولأن المنادى ينصب مع حذف حرف النداء، ولو كان الحرف هو الناصب لم يجز حذفه والنصب يغير عوض؛ لأن الحرف ضعيف فلا يعمل محذوفا من غير عوض بخلاف الفعل وقيل: حرف النداء اسم فعل وليس بشيء لأنه لو كان للزم أن يكون فيه ضمير ولو كان لجاز تأكيده كالضمير في أسماء الأفعال وفي عدم ذلك دليل على عدم كونه اسم فعل (١).

ومنها: أن الشيخ قال: «الذي يظهر من استقراء كلام العرب أن «يا» أعم الحروف وأنها تستعمل للقريب والبعيد مطلقا» لكن قد عرفت أن سيبويه يرى خلاف ذلك (٢) وقد قال هو - أعني الشيخ - إن سيبويه روى عن العرب أن الهمزة للقريب وما سواها للبعيد. وشاهد النداء بالهمزة قول الشاعر:

٣٣٩٣ - أزيد أخا ورقاء إن كنت ثائرا ... فقد عرضت أحناء حقّ فخاصم (٣)

وشاهد النداء بأيا قول الشاعر:

٣٣٩٤ - أيا ظبية الوعساء بين جلاجل ... وبين النّقا أأنت أم أمّ سالم (٤)

وشاهد النداء بهيا قول الآخر: -


(١) التذييل (٤/ ١٨٥).
(٢) سبق قريبا، وانظر الكتاب (٢/ ٢٢٩) وما بعدها.
(٣) من الطويل - الكتاب (٢/ ١٨٣)، واللسان: حنا، وابن يعيش (٢/ ٤) - والأحناء جمع حنو، وهي الأطراف والنواحي.
(٤) تقدم هذا البيت في عطف النسق.

<<  <  ج: ص:  >  >>