للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

٣٤٣٩ - ألا أيّهذا السّائلي عن أرومتي ... أجدّك لم تعرف فتبصره الفجرا (١)

وقال آخر:

٣٤٤٠ - ألا أيّهذا المنزل الدّارس الّذي ... كأنّك لم يعهد بك الحيّ عاهد (٢)

قال: وقال شيخنا أبو الحسن ابن الضائع: شرط نعت أي باسم الإشارة أن يكون اسم الإشارة منعوتا بما فيه الألف واللام (٣) انتهى.

ويؤيد ما ذكره الشيخ في هذه المسألة أن ابن عمرون قال: وتوصف أي أيضا بأسماء الإشارة كقولك: يا أيهذا الرجل فذا صفة أي مثل الرجل في يا أيها الرجل، ولما كان اسم الإشارة مبهما شارك أيا فجاز جريه عليه صفة. والمراد صفة اسم الإشارة؛ لأن اسم الإشارة يوصف بما توصف به أي فقولهم: يا أيهذا الرجل كان اسم الإشارة توكيدا لأي. قال ابن جني: أصحابنا يستضعفون وصف أي في النداء بهذا، لأنها مبهمة ومحتاجة إلى الصفة، وهذا مبهم محتاج إلى موضح فلم يكن في القياس أن ينفي الإبهام بمعرف في الإبهام [٤/ ١٩٠] لكنه لما كان هذا هنا موصوفا بما فيه الألف واللام صار الاعتماد على الصفة واستهلك هذا بينهما» (٤) انتهى كلام ابن عمرون.

وأنت إذا تأملت كلام ابن جني هذا علمت أنه كلام من وفق وسدد وأطلعه الله تعالى على خفايا الحكمة من اللغة العربية.

ومنها: أن ابن عمرون لما تكلم في شرح المفصل على المنادى المبهم قال:

الإبهام: الإغلاق، وأمر مبهم: لا مأتى له، وسمي هذا مبهما لاحتياجه إلى ما يفسره فهو كالمغلق والمبهم نوعان، أي اسم الإشارة وغيرهما من المبهمات الموصولات، وهي على ضربين منها ما لا يفتقر إلى أي كمن يقول: يا من لا يزال محسنا أحسن إليّ، وما كان فيه اللام من الموصولات فلا بد قبله من أي كقوله -


(١) تقدم.
(٢) من الطويل لذي الرمة ديوانه (ص ١٢٢)، والشجري (٢/ ١٥٢)، وشرح المفصل (٢/ ٧)، والكتاب (١/ ٣٠٨)، والمقتضب (٤/ ٢١٩).
(٣) التذييل (٤/ ١٩٩)، وشرح الجمل لابن الضائع لوحة (٥١، ٥٢).
(٤) التذييل (٤/ ١٩٨)، بغير نسبة لأحد إلا «وقال بعض أصحابنا»، والأشموني (٣/ ٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>