للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

٣٤٤١ - يا ذا المخوّفنا بمقتل شيخه ... حجر تمنّي صاحب الأحلام (١)

وقول الآخر:

٣٤٤٢ - يا ذا المخوّفنا بقت ... لـ أبيه إذلالا وحينا (٢)

ومنها: أن ابن عمرون قال: تقول يا هذا ذا الجمّة فيعرب التابع بدلا لأن اسم الإشارة لا يوصف بالمضاف. قال: ومنع بعضهم أن يكون ذا الجمة عطفا. قال:

فإنه يكون بالجوامد وهذا بمعنى المشتق. قال ابن عمرون: وليس ما شرط بلازم لأن ابن السراج قال في يا هذا الطويل: ليس بنعت ولكنه عطف عليه وهو الذي يسمى عطف البيان؛ لأن هذا وسائر المبهمات إنما يبين بالأجناس (٣).

ومنها: أنك قد عرفت أن الميم في قولنا: اللهم عوض عن ياء: قال ابن عمرون:

والتزموا حذف حرف النداء في اللهم لوقوع الميم خلفا عنه والضمة في الهاء هي ضمة المنادى والدليل على إرادة العرب العوض أنهم لا يجمعون بين الميم وما في غير ضرورة خلافا للكوفيين فإنهم يزعمون أن الميم ليست عوضا وأصله عندهم يا الله أمنا بخير غير أنه كثر على ألسنتهم فخففوه. قال: ولو كان الأمر كما زعموا لما حسن: اللهم أمنا بخير لأنه تكرار، ولا اللهم العن الكافر لأنه يكون تقديره: اللهم أمنا بخير العن الكافر، وهذا لا يحسن ولو كانت الميم من أمنا لما احتاج الشرط إلى جواب في قوله تعالى: اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ (٤)؛ لأن الفعل حينئذ يكون الجواب وهو أمنا قال: واختلف في وصفه، فمنعه سيبويه (٥) وأجازه الفراء والمبرد مستدلّين بقوله تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ (٦) والأصح ما ذهب إليه سيبويه لأن المنادى أشبه الضمير، والضمير لا يوصف؛ ولذا قيل: إن وصف المنادى على خلاف الدليل وانضمّ إلى ذلك في اللهم -


(١) من الكامل لعبيد بن الأبرص مخاطبا امرأ القيس ديوانه (ص ١٣٠)، والشجري (٢/ ٣٢٠)، والكتاب (١/ ٣٠٦)، هذا والبيت في التذييل (٤/ ٢٠١).
(٢) من الكامل وانظره - كذلك - في التذييل (٤/ ١٩٨).
(٣) الأصول (١/ ٣٦٨).
(٤) سورة الأنفال: ٣٢.
(٥) الكتاب (٢/ ١٩٦، ١٩٧).
(٦) سورة الزمر: ٤٦، انظر في ذلك المقتضب (٤/ ٢٣٩)، والأشموني (٣/ ١٤٦، ١٤٧)، والهمع (١/ ١٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>