للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والمندوب تفجعا لكونه في حكم المقصود كقول أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: واعمراه واعمراه حين أعلم بجدب شديد أصاب قوما من العرب. وكقول الخنساء ومن أسر معها من آل صخر وصخر غائب غير مرجو الحضور: واصخراه واصخراه.

والمندوب توجعا لكونه سببا للألم كقول قيس العامري:

٣٤٨٤ - فواكبدا من حبّ من لا يحبّني ... ومن عبرات ما لهنّ فناء (١)

والمندوب توجعا لكونه سببا للألم كقول ابن قيس الرقيات:

٣٤٨٥ - تبكيهم دهماء معولة ... وتقول سلمى وا رزيّتيه (٢)

ولا يندب اسم جنس مفرد ولا ضمير ولا اسم إشارة ولا موصول بصلة لا يتعين بها المندوب فلا يقال في رجل: وارجلاه ولا في أنت: واأنتاه ولا في هذا: وا هذاه ولا في من ذهب: وا من ذهباه. ويندب اسم الجنس المضاف نحو: وا غلام زيداه والموصول بصلة تعين الموصول نحو: وا من حفر بئر زمزماه. ونبهت بقولي:

(ويساوي المنادى في غير ذلك من الأقسام) على أنه قد يكون علما واسم جنس مضافا وموصولا بصلة معينة. ومن مساواته المنادى في الأحكام أنه إذا لم يل آخره الألف ضم إن كان مما يضم في النداء نحو: وا زيد، ونصب إن كان مما ينصب في النداء نحو: واعبد الله، وواضروبا رؤوس الأعداء، وواثلاثة وثلاثين، ويلحق الزيادة وا ثلاثة وثلاثيناه، ومن مساواته إياه في الأحكام أنه إذا دعت الضرورة إلى تنوينه جاز استصحاب ضمته [وتبدل

فتحه بها] (٣) كقول الراجز:

٣٤٨٦ - وا فقعسا وأين منّي فقعس ... [أإبلي يأخذها كروّس] (٤)

كذا روي منصوبا ولو قيل بالضم وا فقعس لجاز. وإذا أمن أن يلتبس المندوب بمنادى غير مندوب جاز وقوعه بعد يا ووا نحو: من حفر بئر زمزم. فلو قيل هنا:

يا من حفر بئر زمزم لم يخف لبس فاستعمال يا ووا فيه جائز بخلاف قولك: وا زيد، -


(١) من الطويل ديوانه (ص ٤١)، والأغاني (١/ ١٧٦)، والتصريح (٢/ ١٨١).
(٢) من الكامل ديوانه (ص ٩٩)، والتصريح (٢/ ١٨١)، والكتاب (١/ ٣٢١)، والمقتضب (٤/ ٢٧٢).
(٣) الأصل: وتبديلها بفتحة - خطأ لغوي، فالياء تدخل على المتروك.
(٤) انظر هذا الرجز - وقد ذكرنا تتمته - في الأشموني (٣/ ١٦٨)، والعيني (٤/ ٢٧٢)، والمجالس (ص ٥٤٢)، والهمع (١/ ١٧٢، ١٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>