للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الصحيح، ومذهب الفراء باطل؛ لأن أقل ما يبقى عليه الاسم بعد الترخيم ثلاثة أحرف .. فلو كان ترخيم فلان لقيل: يا فلا ولجاء على أصله في بعض المواضع فكان يقال: يا فلان (١).

وذكر الشيخ عن صاحب البسيط أنه ذهب إلى ما ذهبنا إليه من أنه كناية عن العلم في النداء كما أن فلانا كناية عن العلم قبل النداء. ثم قال الشيخ: وهؤلاء بمعزل عن كلام سيبويه ومذهبه وذلك أن قولك: يا فل ويا فلة ليسا كناية عن العلم بل هما كناية عن قولك: يا رجل ويا امرأة، فهما كناية عن نكرة من يعقل من جنس الإنسان (٢).

قال: وفل مما حذف منه حرف وبقي على حرفين بمنزلة «دم» وليس أصله فلانا؛ إذ ليس أحد يقول: يا فلا أقبل، وإذا عنوا امرأة قالوا: يا فلة. وهذا الاسم اختص بالنداء وبنى على حرفين؛ لأنه موضع تخفيف ولا يكون إلّا كناية لمنادى نحو: يا هناه ومعناه يا رجل. وأما فلان فكناية عن اسم يسمى به المحدّث عنه خاص غالب، وقد اضطر شاعر فبقاه على حرفين في هذا الموضوع قال: في لجّة أمسك فلانا عن فل. هذا ملخص كلام سيبويه في هذه المسألة (٣).

ولذلك لو سمي «بفل» المختص بالنداء ثم صغّر لقيل: فلي بجعله من باب دم لأن أصله فلان فتردّ النون؛ لأنه ليس محذوفا من فلان؛ إذ المعنى ليس المعنى ولا المادة، فحمله على الأكثر وهو أن تكون لامه المحذوفة حرف علة وليس بترخيم فلان. والحاصل أن تركيب فل: (فـ لـ ي)، وتركيب فلان: (فـ لـ ن)، ولما اضطر الشاعر وحذف من فلان وصيره في الشعر بلفظ فل الذي في النداء ذكر سيبويه فيه أن أصله فلان فلم يكن فل المختص بالنداء هو الذي في الرجز عند سيبويه (٤) قال: وكأن المصنف وابن عصفور وقفا على كلام سيبويه في باب التصغير حيث قال في الباب المذكور في باب ما ذهبت لامه: ومن ذلك فل، -


(١) شرح الجمل (٢/ ٨٠).
(٢) التذييل (٤/ ٢٢١)، والأشموني (٣/ ١٥٩)، والهمع (١/ ١٧٧).
(٣) التذييل (٤/ ٢٢٢)، والكتاب (٢/ ٢٤٨).
(٤) التذييل (٤/ ٢٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>