للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كذلك فلا يقال [٤/ ٢٠٧] في المنادى إنه مختص بالنداء.

وأما أبت وأمت فالأصل فيهما أبي وأمي، وفي النداء يجوز أن يعوض عن الياء التاء فالتاء إنما جاءت في الاسم

بعد أن نودي فلزم أن أبت لا يكون إلّا في النداء من هذه الجهة لا أن أبت اختص بالنداء من الأصل.

وأما هناه فلم يظهر فيه كونه مختصّا بالنداء؛ لأن هذه الكلمة تستعمل في غير النداء، وذلك أن هنا كنية عن الشيء لا تذكره باسمه.

ثالثها: قد عرفت أن المصنف لم يذكر بزنة مفعلان سوى مكرمان، وملأمان، وأنه غير منقاس عنده، وأن ابن عصفور ذكر أنه يقاس عليه فيقال: يا مكذبان ويا مخبثان، وإذا أريد المؤنث قيل: يا مخبثانة (١). وقال بعضهم: وأما مفعلان فالذي جاء منه مكرمان، وملأمان، ومخبثان، ومكذبان، وملكعان، ومطنبان.

وهذا يدفع قول ابن عصفور، ويقوّي قول المصنف أنه غير مقيس، ومنهم من خصّ مفعلان بالذمّ وليس بصحيح فقد جاء مكرمان .. قالوا: وذكره سيبويه، ولم ينص على الذم فيه (٢). وقد عرفت أيضا أن المصنف لا يرى القياس في فعل أيضا، وأن ابن عصفور يخالف فيقيس عليه (٣).

وقد نقل الشيخ عن بعض النحاة أنه قال: المسموع فيه يا لكع، يا فسق، يا خبث، يا غدر (٤).

وهذا يعضد قول المصنف: ولكع معدول عن اللكع، وهو اللئيم الأصل، وفسق عن فاسق، وخبث عن خبيث، وغدر عن غادر، لكن قال: إنها كلها معدولة عن معارف. ولم أتحقق ذلك.

ثم لا يتوهم في ما ورد في الحديث: «لا تقوم السّاعة حتّى يلي أمر النّاس لكع بن لكع» (٥).

أنه من هذا الذي نحن فيه، أعني من فعل المخصوص بالنداء؛ لأنه ليس بمعدول. -


(١) شرح الجمل (٢/ ٨٢).
(٢) الكتاب (٤/ ٢٦٣).
(٣) شرح الجمل (٢/ ١٠٥).
(٤) التذييل (٤/ ٢٢٢).
(٥) ينظر ابن حنبل (٢/ ٣٢٦)، والروض الأنف (٢/ ١٤٠)، والنهاية لابن الأثير (٢٦٨)، وكذا:
اللسان «لكع».

<<  <  ج: ص:  >  >>