للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والجرمي أن يقال في فردوس وغرنيق: يا فرد ويا غرن فيعاملان معاملة حرف اللين الساكن الزائد بعد متحرك بفتحة متصلة لفظا وتقديرا معاملته بعد متحرك بحركة مجانسة. وأجاز الفراء أيضا ترخيم الثلاثي في العاري من هاء التأنيث إن كان ثانيه متحركا كأسد وسبع ونمر وزفر (١). انتهى كلامه رحمه الله تعالى (٢).

واعلم أن الأئمة ذكروا أن أصل تصريف ر خ م في لغة العرب القطع والحذف، ومنه قولهم في صفة صوت المرأة وكلامها: رخيم. قال ذو الرمة:

٣٤٩٥ - لها بشر مثل الحرير ومنطق ... رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر (٣)

فمن هنا وضع أهل هذه الصناعة اللقب لهذا الضرب من الحذف في أواخر الأسماء في النداء، وكذا يقال في ضرب من التصغير يحذفون فيه جميع زوائد المصغر تصغير الترخيم. والغرض من الترخيم التخفيف؛ لأن الصوت الرخيم هو تقطيع في الصوت يستخف فيستحسن، فحقيقة الترخيم تسهيل اللفظ بالحذف.

قال سيبويه: وإنما كان ذلك في النداء لكثرته في كلامهم، يحذفون ذلك كما حذفوا التنوين وكما حذفوا الياء من يا قومي في النداء (٤) على سبيل الجواز لا الوجوب.

ثم الكلام ها هنا في أمور:

منها: أن المندوب والمستغاث لا يرخمان نص النحاة على ذلك (٥)؛ لأن امتداد الصوت مطلوب فيهما والترخيم

ينقص امتداد الصوت. وأما قول المصنف أن المستغاث خرج بقوله المبني؛ فصحيح لكن إنما يتم له ذلك إذا كان المستغاث مقرونا باللام وقد لا يقرن بها فيكون مبنيّا كقولك: يا جعفر لخالد.

قال الشيخ:

كان ينبغي أن يقيد بأن لا يكون المنادى مما لازم النداء ولم يستعمل في غيره نحو -


(١) التصريح (٢/ ١٨٥).
(٢) شرح التسهيل (١/ ٤٢٣).
(٣) من الطويل - ديوانه (ص ٢١٢) والأشموني (٣/ ١٧١) وإصلاح المنطق (ص ١٥٦) والخصائص (١/ ٢٩)، (٣/ ٣٠٢) والمحتسب (١/ ٣٣٤) وابن يعيش (١/ ١٦)، (٢/ ٤١٩).
(٤) الكتاب (٢/ ٢٣٩).
(٥) «ولا يرخم مستغاثا به إذا كان مجرورا لأنه بمنزلة المضاف إليه، ولا يرخم المندوب؛ لأن علامته مستعملة فإذا حذفوا لم يحملوا عليه مع الحذف الترخيم» الكتاب (٢/ ٢٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>