للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ثم قال ابن عصفور أيضا (١): وتقول في ترخيم سوأة إذا خففت بنقل الهمزة إلى الساكن قبلها على لغة من ينوي يا سو أقبل، وعلى لغة من لم ينو (يا سؤ أقبل بضم الواو قال: وإنما جاز بقاء الاسم على حرفين، ثانيهما حرف علة في لغة من لم ينو) ولم يجز ذلك في ترخيم شاه وشيه وأمثالهما على لغة من لم ينو؛ لأن سوأة محكوم لها بحكم سوأة لأن حذف الهمزة وإلقاء حركتها على الساكن قبلها عارض بسبب التخفيف، والعارض لا يعتد به فيجب أن يحكم لسوة (بحكم سوأة) وكما حكموا لسوة بحكم سوأة كذلك حكموا لسوء بحكم سوء، ثم قال:

وتقول في ترخيم سفيرج في لغة من نوى: يا سفير فيترك ما بقي على ما كان عليه قبل الترخيم. وأما على لغة من

لم ينو فحكي ابن السراج عن الأخفش أنه كان يقول: إن رد اللام لازم إذ ذاك فتقول: (يا سفيرل) لأن حذفها إنما كان لطول الاسم فلما حذفت الجيم زال الطول الذي أوجب حذفها فردت اللام. وحكى عن أبي العباس المبرد أنه كان يرد هذا القول ويحكم بأنه غلط؛ لأن المتكلم بذلك لم يقصد إلى سفرجل فيسمى به وإنما قصد إلى سفرج فسمي به ولا لام فيه وهو على مثال ما يرخم فرخم بعد أن بنيته اسما. ألا ترى أنك تقول في تصغير سفرجل سفيرج وسفيريج ولو سميت بسفيرج لم يجز أن تقول سفيريج؛ لأنك لم (تقصد) إلى ما كان يجوز في سفرجل. ولو سميت بفريزد تصغير فرزدق في لغة من قال فريزد لم يجز أن تقول فيه: فريزق، وإن كان ذلك جائزا في تصغير فرزدق؛ لأنك سميت بشيء بعينه، ثم قال: وما رد به أبو العباس لا يلزم إلّا على تقدير أنه سمي أولا بسفيرج. فإن قدر أنه سمي أولا بسفرجل ثم صغر بعد التسمية به فقيل:

سفيرج لم يمتنع فيه سفيريج فتأتي بالياء عوضا من اللام المحذوفة (٢). انتهى.

(ولما) ذكر الشيخ هذا البحث عن ابن عصفور قال:

والمسألة عن الأخفش مفروضة في ما إذا سمي بخماسي مصغر [٤/ ٢١٩] لا في


(١) نقل من شرح الإيضاح المفقودة وتوجد لدي أربعون لقطة منه [٨٠ صفحة] من أول الكتاب مصورة من تركيا (د. علي فاخر).
(٢) شرح الإيضاح المفقود وينظر شرح الجمل (٢/ ١٢١) وكذا: شذور الذهب (/ ٤٤٤) ولسان العرب:
دلا، وغدا، والمخصص (٩/ ٦٠) والمقتضب (٢/ ٤٣٨)، (٣/ ١٥٣) والمنصف (١/ ٦٤، ٢/ ١٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>