للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

٣٥٦٨ - نستوقد النّبل بالحضيض ونص ... طاد نفوسا بنت على الكرم (١)

فقال في «بني»: بنى فصار كـ «رمى» فقال: «بنت» (٢) كما يقال:

رمت، ثم إن هذا الرجل الكبير أعني المصنف. قد ذكر أن ذلك لغة لهؤلاء القوم وما كان مثله يقول ذلك وينسبه إلى قوم دون تحقيق (٣).

ومنها: أنك عرفت ما ذكره المصنف من مجيء مضارع «فعل» لغير الغلبة إذا كانت عينه حرف حلق بضم أو بكسر ومما جاء بالضم [٥/ ٩] أيضا: «دخل يدخل» و «قعد يقعد» و «زها يزهو» و «ساء يسوء» ومما جاء بالكسر أيضا «جاء يجيء» و «صاء يصيء» و «نزع ينزع».


- (١/ ٨٦) وقيل هو لرجل من بني القين.
(١) هذا البيت من المنسرح.
الشرح: قوله نستوقد النبل: نستوقد بالنون. والنّبل، بفتح النون، السهام، مفعوله، يقول: تنفذ سهامنا في الرمية حتى تصل إلى حضيض الجبل فتخرج النار لشدة رمينا وقوة سواعدنا، ونصيد بها نفوسا مبنية على الكرم يعني: أنا نقتل الرؤساء، وهذا من فصيح الكلام كأنه جعل خروج النار من الحجر عند ضربهم النبل له استيقادا منهم لها، «والحضيض»: قرار الجبل وأسفله، وروي: «تستوقد النبل» بالمثناة الفوقية والنبل فاعله، وروي بنصب «النبل» على أن فاعل «تستوقد» ضمير مستتر عائد إلى الحرب في البيت قبله وهو:
نحن حبسنا بني جديلة في ... نار من الحرب حجمة الضّرم
والاستشهاد بالبيت على أن أصل «بنت» بنيت فصار بنت مثل رمت وهي لغة طيئ. ويروى البيت على وجه لا شاهد فيه وهو:
نستوقد النبل بالحضيض ونق ... تاد نفوسا صيغت على كرم
انظر شرح شواهد الشافية (ص ٤٩، ٥٠) وشرح الحماسة للتبريزي (١/ ٨٦) وللمرزوقي (ص ١٦٥) وشرح الشافية (١/ ١٢٤).
(٢) أصل بنت: بنيت وطيئ تفتح قياسا ما قبل الياء إذا تحركت الياء بفتحة غير إعرابية فتنقلب ألفا وكانت طرفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: بنات فحذفت الألف لالتقاء الساكنين. انظر شرح الشافية (ص ٤٨).
(٣) في شرح الشافية للرضي ما يؤيد ذلك قال «وحكى بعضهم قلي يقلى - كتعب يتعب - فيمكن أن يكون متداخلا وأن يكون طائيّا لأنهم يجوزون قلب الياء ألفا في كل ما آخره ياء مفتوحة فتحة غير إعرابية مكسورة ما قبلها نحو: بقى في بقي، ودعى في دعي، وناصاة في ناصية». انظر شرح الشافية (١/ ١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>