للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ثم نبهت على أن غير الحجازيين (١) يكسرون غير «الياء» (٢) من أحرف المضارعة إن كسرت عين الماضي (٣)، أو بدئ بهمزة وصل أو بتاء المطاوعة أو شبهها.

وعبّرت عن هذه «التاء» بالتّاء المعتادة احترازا من التاء المزيدة في أول الماضي شذوذا كـ «ترمس الشّيء» بمعنى رمسه أي: ستره (٤).

ثم نبهت على أن الذين (٥) يكسرون حرف المضارعة ويستثنون «الياء» لا يستثنونها من مضارع «أبى» ولا مضارع «فعل» الذي فاؤه «واو» (٦) كـ «وجل» بل يجعلون لها من الكسر نصيبا فيقولون: «إئبى» و «نئبى» و «تئبى» و «يئبى» و «إيجل» و «تيجل» و «نيجل» و «ييجل»، وكذلك ما أشبهه، وروي عن بعضهم «تذهب» - بالكسر - حملا على «تعلم» لشبهه به في فتح عين المضارع، وقرأ يحيى (٧) (فإنّهم يئلمون كما تئلمون) (٨) - بكسر الياء والتاء - وكسر الياء غريب، وإليه أشرت بقولي: «وربّما حمل على يئبى يئلم» (٩).


(١) جميع العرب يجوزون ذلك ما عدا الحجازيين. انظر شرح الشافية (١/ ١٤١).
(٢) قال الرضي في شرح الشافية (١/ ١٤١): «ولم يكسروا الياء استثقالا».
(٣) وشرط ذلك أن يكون المضارع مفتوح العين فإن كان مكسورها نحو يحسب ويرث لم يكسروا حرف المضارعة. حاشية بخط المؤلف وجدت على النسخة (جـ) ورقة (٨) وانظر التذييل والتكميل (٦/ ٣٦) (رسالة).
(٤) انظر اللسان (رمس) وأساس البلاغة (١/ ٣٧١) (رمس) وانظر حاشية الصبان (٤/ ٢٦٨).
(٥) يعني جميع العرب غير الحجازيين.
(٦) أبى مفتوح العين فلم يكن يستحق أن يكسر حرف المضارعة في مضارعه إلا أنهم شذوا فيه فكسروا حرف المضارعة الذي يجوز كسره في غيره وهو الألف والنون والتاء ثم استمرءوا طعم الشذوذ فشذوا فوق ذلك بكسر الياء من حروف المضارعة أيضا، واستثنوا الياء من مضارع «فعل» الواوي الفاء نحو ييجل لاستثقالهم الواو التي بعد الياء المفتوحة وكرهوا قلب الواو ياء من غير كسرة ما قبلها فأجازوا الكسر مع الواو في الياء أيضا لتخف الكلمة بانقلاب الواو ياء. انظر شرح الشافية (١/ ١٤١).
(٧) يحيى بن وثاب الأسدي بالولاء الكوفي إمام أهل الكوفة في القرآن، تابعي ثقة قليل الحديث من أكابر القراء، توفي سنة ١٠٣ هـ انظر ترجمته في طبقات القراء (٢/ ٣٨٠) وطبقات ابن سعد (٤/ ٢٠٩) والنجوم الزاهرة (١/ ٢٥٢) والأعلام (٨/ ١٧٦).
(٨) والقراءة شاذة انظر المحتسب (١/ ١٩٧) والبحر المحيط (٣/ ٣١٣).
(٩) شرح التسهيل (٣/ ٤٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>