(٢) قال في شرح الجمل (١/ ١٠٣، ١٠٤) (رسالة) والمطبوع (١/ ٢٠٩، ٢١٠): «فإن فرقت المنعوتين وجمعت النعوت، فلا يخلو الإعراب من أن يتفق أو يختلف، فإن اختلف فالقطع ليس إلا نحو: ضرب زيد عمرا العاقلان بالرفع على خبر ابتداء مضمر تقديره: هما العاقلان، والنصب بإضمار فعل تقديره: أعني العاقلين، هذا مذهب أهل البصرة، وأما أهل الكوفة فيفصلون المختلف الإعراب لمتفق في المعنى ومختلف، فما اختلف فالقطع ليس إلا نحو ما تقدم من: ضرب زيد عمرا، وما اتفق أجازوا فيه الإتباع بالنظر إلى المعنى، والقطع في أماكن القطع، وذلك نحو: ضارب زيد عمرا فإن كل واحد من الاسمين ضارب ومضروب في المعنى، وأجازوا أن يكون «العاقلان» في المعنى نعتا لزيد وعمرو على معنى زيد فيغلب المرفوع خاصة لأنه عمدة وهو مذهب الفراء. ومنهم من أجاز الرفع والنصب على الإتباع فيغلب تارة المرفوع وتارة المنصوب؛ لأن كل واحد من الاسمين معناه معنى المرفوع من حيث هو ضارب، ومعناه معنى المنصوب من حيث هو مضروب وهو مذهب ابن سعدان. والصحيح أنه لا يجوز إلا القطع بدليل أنه لا يجوز: ضارب زيد هندا العاقلة؛ برفع العاقلة على أن تكون نعتا لهند على المعنى باتفاق من البصريين والكوفيين، فكما لا يجوز في نعت الاسم إذا أفرد الحمل على المعنى كذلك لا يجوز إذا ضممته إلى غيره. اه.