للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

بقاء الخير لكم، والفلاح والبقاء (١)، وإذا كانت مركبة كانت متعدية وكانت بمنزلة: ائت، تقول: حيهل الثريد أي: ائت الثريد (٢)، قال: وزعم أبو الخطاب (٣) أنه سمع من يقول: حيّهل الصّلاة (٤)، ثم قال: وفيها ثلاث لغات (٥):

منهم من يقول: حيّهلا في الوصل والوقف، وكأن «حيّ» مركبة مع «هلا» التي هي [٥/ ٣٠] من الأصوات (٦)، ثم حدث بالتركيب ما لم يكن، أو يكون من إجراء الوصل مجرى الوقف.

ومنهم من يقول: حيّهل في الوصل؛ فإذا وقف وقف بتسكين اللام.

ومنهم من يقول: حيّهل في الوصل فإذا وقف وقف بالألف فيقول: حيّهلا، قال: وكأن الألف هنا عوض من هاء السكت بمنزلة الألف في أنا» (٧) انتهى.

وقال ابن عصفور مشيرا إلى هذه الكلمة (٨): هي في الأصل مركبة من «حي» و «هلا» إلا أن الألف من «هلا» حذفت في بعض هذه اللغات تخفيفا، وقد تستعمل كل واحدة منهما على انفرادها (٩)، فإذا استعملت «حي» على انفرادها كانت بمعنى «أقبل» وإذا استعملت «هلا» على انفرادها كانت بمعنى «تقدّم» -


(١) انظر المفصل (ص ١٥٤) وابن يعيش (٤/ ٤٧) وشرح الكافية للرضي (٢/ ٧٢) وشرح ألفية ابن معط (ص ٥٧٦، ٥٧٧).
(٢) انظر الكتاب (١/ ٢٤١) (هارون) وشرح ألفية ابن معط (ص ٥٧٦، ٥٧٧).
(٣) هو عبد الحميد عبد المجيد أبو الخطاب الأخفش الأكبر مولى قيس بن ثعلبة أحد الأخافشة الثلاثة المشهورين، كان إماما في العربية قديما، أخذ عنه سيبويه والكسائي ويونس وغيرهم. انظر بغية الوعاة (٢/ ٧٤).
(٤) انظر الكتاب (١/ ٢٤١) (هارون) وشرح الكافية للرضي (٢/ ٧٢).
(٥) انظر هذه اللغات في ابن يعيش (٤/ ٤٥) وشرح الكافية للرضي (٢/ ٧٢).
(٦) ومعناها الحث لا الاستفهام. انظر المرجعين السابقين وشرح ألفية ابن معط (ص ١٠١٩) تحقيق علي الشوملي.
(٧) انتهى كلام ابن أبي الربيع ويبدو أنه في شرح الإيضاح له ولم أعثر عليه وانظر الخزانة للبغدادي (٣/ ٤١) وقال ابن يعيش (٤/ ٤٥): «ونظير الألف هنا الألف في أنا من قولك أنا إذا وقفت عليها من قولك: أن فعلت وإثباتها في الوصل لغة رديئة وبابه الشعر».
(٨) انظر ذلك النقل الطويل في شرح المقرب لابن عصفور للدكتور علي محمد فاخر (المنصوبات:
١/ ٢٧٨).
(٩) انظر المفصل (ص ١٥٤) وابن يعيش (٤/ ٤٧) وفيه «واستعمال حي وحدها أكثر من استعمال هل وحدها».

<<  <  ج: ص:  >  >>