للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كسرة مما هو ممنوع الصرف نحو: جوار وأعيم، ونحو: يغزو ويرمي مسمّى بهما، وأنا أورد أولا كلامه في شرح الكافية ثم أعود لما في الكتاب، قال (١) - رحمه الله تعالى -: «المنقوص الذي نظيره من الصحيح غير منصرف إن كان غير علم كجوار وأعيم تصغير أعمى، فلا خلاف أنه في الرفع والجر جار مجرى قاض في اللفظ، وفي النصب جار مجرى نظيره من الصحيح، فيقال: هؤلاء جوار وأعيم، ومررت بجوار وأعيم، ورأيت جواري وأعيمي كما يقال: هذا قاض ومررت بقاض ورأيت صواحب وأسيد، وكذا إن كان علما في مذهب الخليل وسيبويه (٢) وأبي عمرو وابن أبي إسحاق (٣) وأما يونس (٤) وأبو زيد وعيسى والكسائي (٥) فيقولون في قاض اسم امرأة: هذه قاضي، ورأيت قاضي، ومررت بقاضي، فلا ينون في رفع ولا جر، بل يثبتون الياء ساكنة في الرفع، ويفتحونها في الجر، كما تفعل بالصحيح، ومذهب الخليل هو الصحيح، لأن نظائر جوار من الصحيح لا ينوّن في تعريف ولا تنكير وقد نوّن، ونظائر قاض اسم امرأة لا ينون في تعريف وينون في تنكير، فتنوينه أولى من تنوين جوار، وقول الراجز:

٣٧٣٧ - قد عجبت منّي ومن يعيليا ... لمّا رأتني خلقا مقلوليا (٦)

من الضرورات على مذهب الخليل، وليس من الضرورات على مذهب يونس (٧)، وشبه (٨) ثمانيا بجوار من قال: -


(١) انظر شرح الكافية الشافية (٣/ ١٥٠٦).
(٢) انظر الكتاب (٣/ ٣١٠: ٣١١).
(٣) انظر شرح التصريح (٢/ ٢٢٨).
(٤) انظر الكتاب (٣/ ٣١٢).
(٥) انظر الأشموني (٣/ ٢٧٣) وشرح التصريح (٢/ ٢٢٨).
(٦) هذان بيتان من الرجز المشطور وهما للفرزدق وليسا في ديوانه وهما من أبيات سيبويه.
الشرح: يعيليا: مصغر يعلى اسم رجل، وخلقا بفتح الخاء واللام: وهو العتيق جدّا وأراد به رثّ الهيئة ودمامة الخلقة، والمقلولي: المتجافي المنكمش، وأصله ومقلوليا فحذف العاطف للضروة.
والشاهد في قوله: «يعيليا» حيث حرك الياء للضرورة ولم ينونه؛ لأنه لا ينصرف.
وانظر الرجز في الكتاب، (٣/ ٣١٥) (هارون) والمقتضب (١/ ١٤٢)، والعيني (٤/ ٣٥٩) وشرح التصريح (٢/ ٢٢٨).
(٧) انظر الكتاب (٣/ ٣١٢) والعيني (٤/ ٣٥٩).
(٨) شبهها بها في اللفظ انظر سر الصناعة (٢/ ١٨٣) وما ينصرف وما لا ينصرف (ص ٤٧).
وقال في الكتاب (٣/ ٢٣١): «وقد جعل بعض الشعراء ثماني بمنزلة حذار».

<<  <  ج: ص:  >  >>