للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كان يعرب به - فيكون المثنى وما جرى مجراه بالألف رفعا، وبالياء جرّا ونصبا، والمجموع وما جرى مجراه بالواو رفعا، وبالياء جرا ونصبا.

وخرج بقوله «مطلقا»، «كلا»، و «كلتا» فإنهما لا يجريان مجرى المثنى في اللغة المشهورة إلا بقيد وهو: الإضافة إلى مضمر (١)، وإذا كانا لا يجريان مجرى المثنى مطلقا فلا يعربان - إذا سمّي بهما إعراب المثنى، بل يعربان إعراب المفرد.

ثم ذكر أنه يجوز فيهما - أعني المثنى والمجموع وما جرى مجراهما - أن يعربا بالحركات الظاهرة في النون. أما المثنى وموافقة فإنه يلزم الألف حينئذ ويمنع الصرف (٢)، وإلى ذلك الإشارة بقوله «أو جعل المثنّى وموافقه كعمران»، واستفيد من التمثيل بـ «عمران» أن منع الصرف في المثنى وموافقه للعلمية وزيادة الألف والنون (٣)، ومنه قول الشاعر:

٣٧٦٢ - ألا يا ديار الحيّ بالسّبعان ... ألحّ عليها دائم الهطلان (٤)

وأما المجموع وموافقه: فإنه قد تلزمه الياء أو الواو، لكنه إذا لزمته «الياء» كان منونا إذ لا موجب لمنعه الصرف، وإلى ذلك الإشارة بقوله «كغسلين».

قيل: وقلبت الواو «ياء» لأنه لا يوجد مفرد آخره «واو» بعدها «نون» زائدة، وأما «نون» زيتون فأصلية بدليل قولهم: «أرض زتنة» إذا كان فيها زيتون (٥).

وأما إذا لزمته «الواو» فإنه يمتنع الصرف للعلمية وشبه العجمة، إذ ليس في المفرد العربي ما هو على هذا الوزن، وإلى هذا الوجه الإشارة بقوله «أو هارون»، وهو تمثيل حسن لأنه يستفاد منه أيضا أن المانع في «زيدون»

ونحوه مع العلمية شبه العجمة، لأن المانع مع العملية في «هارون» إنما هو العجمة، ولا عجمة في -


(١) انظر التذييل (٦/ ٤٦٧).
(٢)،
(٣) المرجع السابق.
(٤) هذا البيت من الطويل وهو للنجاشي الحارثي من بني الحارث بن كعب (شاعر أموي).
الشرح: السبعان: موضع معروف في ديار قيس، ألح: ألح السحاب بالمطر: دام، وسحاب ملحاح دائم، والهطلان: المطر المتفرق العظيم القطر، وهو مطر دائم مع سكون وضعف.
والشاهد فيه قوله: «بالسبعان» حيث لزم المثنى الألف ومنع الصرف، والبيت في التذييل (٦/ ٤٦٨) وفي اللسان (سبع).
(٥) انظر التذييل (٦/ ٤٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>