للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وأفاد بقوله: معطى ما له مستقلّا بالتّسمية أنك تقول في نحو: من زيد، ومن زيد، ومن زيد رفعا ونصبا وجرّا كما تقول: من، ومنا، ومن في الأحوال الثلاثة، وكذا يكون العمل في: منذ يومين سواء (١).

وتقول في على زيد مسمّى به: على زيد في الأحوال الثلاثة، لأن «على» لو استقل بالتسمية كان حكمه حكم المقصور.

وتقول في نحو: في زيد على ما اقتضاه إطلاق المصنف: فيّ زيد، وفيّ زيد، وفيّ زيد رفعا ونصبا وجرّا فتضعف الحرف الثاني من «في» كما لو سميت بها وحدها (٢).

وقد ذكروا الإعراب (٣) الأول في نحو: من زيد مسمّى به وجها وهو: تشبيه حرف الجر لكونه خافضا لما بعده بالاسم المضاف من حيث كان خافضا لما بعده، قالوا: فعلى هذا لا يجوز الإعراب في نحو: بزيد ولا في نحو: في زيد بل تجب الحكاية؛ لأن المضاف لا يكون على حرف واحد أصلا ولا على حرفين أحدهما حرف علة إلّا ما شذ من: فيك وذي مال (٤).

واعلم أن الكلمة الأولى - أعني الجارة - كما أعطيت حال الإعراب ما لها مستقلة هكذا الكلمة الثانية - أعني المجرورة - يجب أن تعطى في هذه الحالة أيضا ما لها لو سمّي بها مستقلة، فعلى هذا إذا سمي بنحو: ممّ، وعمّ وجب أن يقال حال الإعراب: من ماء، وعن ماء رفعا، ومن ماء، وعن ماء نصبا، ومن ماء، وعن ماء جرّا (٥). -


(١) يقال: جاء في منذ يومين، ورأيت منذ يومين، ومررت بمنذ يومين، هذا إذا أعرب، فإن حكي قيل: منذ على كل حال. وانظر شرح الجمل لابن عصفور (٢/ ٤٧٣).
(٢) وهذا مذهب المبرد والزجاج.
(٣) قال في الكتاب (٣/ ٣٣٤): «وأما كزيد، وبزيد فحكايات؛ لأنك لو أفردت الياء والكاف غيّرتها ولم تثبت كما ثبتت من».
(٤) انظر التذييل (٦/ ٤٨٤).
(٥) قال في الكتاب (٣/ ٣٣٤): «وإن سميت رجلا: عمّ فأردت أن تحكي في الاستفهام تركته على حاله كما تدع: أزيد، وأزيد: إذا أردت النداء، وإن أردت أن تجعله اسما قلت: عن ماء؛ لأنك جعلته اسما وتمدّ ماء كما تركت تنوين سبعة، لأنك تريد أن تجعله اسما مفردا أضيف هذا إليه بمنزلة قولك:
عن زيد، وعن ههنا مثلها مفردة؛ لأن المضاف في هذا بمنزلة الألف واللام لا يجعلان الاسم حكاية، كما أن الألف واللام لا تجعلان الاسم حكاية، وإنما هو داخل في الاسم وبدل من التنوين، فكأنه الألف واللام».

<<  <  ج: ص:  >  >>