للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ينتهي بانتهائها كما في قوله تعالى: قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى (١).

وأشار المصنف بقوله: ولا يكون الفعل معها دعاء - إلى أن الفعل المنفي بـ «لن» لا يكون إلا خبرا كالمنفي بغيرها من أدوات النفي؛ فإنه لا يكون غير خبر إلا مع «لا» خاصة فإنها تستعمل في الدعاء كما تستعمل في الخبر، كقول القائل:

٣٧٨٧ - ولا زال منهلّا بجرعائك القطر (٢)

وأشار بقوله: خلافا لبعضهم - إلى ما حكاه ابن السراج (٣) أن مذهب قوم جواز استعمالها في الدعاء واستشهد لذلك بقوله تعالى: فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ (٤)، قالوا (٥): ومنه قول الشاعر:

٣٧٨٨ - لن تزالوا كذلكم لا زل ... ت لكم خالدا خلود الجبال (٦)

قيل (٧): ولا حجة في الآية الشريفة لأن الدعاء لا يكون للمتكلم، لا يقال: لا أسقي زيدا، ولا سقيت زيدا على طريق الدعاء، وإنما يكون ذلك للمخاطب والغائب - يعني أن فاعل الدعاء إنما يكون مخاطبا أو غائبا نحو: يا رب لا غفرت لفلان، ونحو: لا غفر الله لفلان، وأما البيت فهو محتمل للخبرية (٨). -


(١) سورة طه: ٩١.
(٢) هذا عجز بيت من الطويل وهو لذي الرمة وصدره:
ألا يا اسلمي يا دار ميّ على البلى
الشرح: البلى - بكسر الباء - من بلي الثوب إذا خلق من باب «علم» ومي مرخم ميمه، ومنهلّا بضم الميم وسكون النون وتشديد اللام، من الانهلال وهو: انسكاب الماء وانصبابه، وقوله: بجرعائك الجرعاء: رملة مستوية لا تنبت شيئا، والقطر المطر، والقطر أيضا جمع قطرة.
والشاهد في قوله: «ولا زال» حيث استعملت «لا» في الدعاء كما تستعمل في الخبر. والبيت في المغني (ص ٢٤٣)، والعيني (٢/ ٦) وشرح التصريح (١/ ١٨٥) وديوان ذي الرمة (١/ ٥٥٩).
(٣) انظر: الأصول لابن السراج (٢/ ١٤٣).
(٤) سورة القصص: ١٧.
(٥) انظر: الأصول لابن السراج (٢/ ١٤٣).
(٦) هذا البيت من الخفيف وهو للأعشى من ديوانه (ص ١٣) واستشهد به: على مجيء «لن» في قوله:
«لن تزالوا» للدعاء مثل «لا» والدليل على أنها للدعاء لا إخبار عطف الدعاء عليه وهو: ثم لا زالت ..
إلخ. والبيت في المغني (ص ٢٨٤) وشرح شواهده (ص ٦٨٤)، وشرح التصريح (٢/ ٢٣٠).
(٧) انظر المغني (ص ٢٨٤).
(٨) اختار ابن عصفور القول بأن «لن» في البيت للدعاء قال في الهمع (٢/ ٤): «وهو المختار عندي لأن عطف الدعاء في البيت قرينة ظاهرة في أن المعطوف عليه دعاء لا خبر» وانظر: حاشية الصبان (٣/ ٢٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>