هلّا سألت وخبر قوم عندهم وهو من قصيدة لربيعة بن مقروم شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام. الشرح: قوله: غيك: الغي: مصدر غوى غيّا من باب ضرب أي: انهمك في الجهل وهو خلاف الرشد والاسم الغواية بالفتح، وخابرا: اسم فاعل من خبرته أخبره من باب نصر خبرا بالضم إذا. علمته، فالخابر: العالم، واستشهد به الكسائي على جواز الفصل بين الفعل وناصبه بمعمول الفعل، والفراء لا يجيز ذلك ويحمل «خابرا» على أنه حال من «الغي» وانظر البيت في شرح الكافية للرضي (٢/ ٢٣٥) والخزانة (٣/ ٥٦٤). (٢) انظر: الخزانة (٣/ ٥٦٤) وقال البغدادي: فلا يمكن تخريج البيت إلا على ما ذكره الشارح المحقق أو الكسائي، ولا يصح جعل «خابرا» حالا من «الغي» ولا من الكاف فإن الغي لا يتصف بالخبر إذ هو ضده وكذلك المخاطبة لا تتصف به؛ لأنها متصفة بالغي ولعد قوله خابرة بالتأنيث. (٣) عبارة الإمام بدر الدين في شرح التسهيل لا تحتمل ما ذكره المؤلف، بل إن الإمام بدر الدين نقل عبارة السيرافي في أول شرحه للكتاب وقد احتج بها على أن الخليل لم ينص على ذلك، كما أن الإمام بدر الدين ذكر أن القول بأن «إذن» مركبة أقرب من القول بأنها غير مركبة وانتصاب الفعل بعدها بـ «أن» مضمرة، وخلاصة القول: فإن العبارة التي نقلها الإمام بدر الدين عن السيرافي لا تشير إلى أن أبا عبيدة نقل عن الخليل القول بأن النصب بعد «إذن» بـ «أن» مضمرة.