للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

فأما لام التعليل فهي الأصل، وأما لام العاقبة وهي التي تسمى: لام الصيرورة، ولام المآل أيضا (١) كالتي في قوله تعالى: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً (٢)، وفي قوله تعالى: وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها (٣)، ومنه قول العرب:

٣٩١٦ - لدوا للموت وابنوا للخراب (٤)

فالمنقول أن المثبت لها الكوفيون (٥)، وعزي إلى الأخفش أيضا (٦)، وأن البصريين لا يخرجونها عن التعليل فيجعلونها في مثل ذلك لام السبب على جهة المجاز؛ لأنه لما كان ناشئا عن التقاط موسى صلّى الله عليه وسلّم، كونه صار عدوّا، صار كأنه التقط لذلك، وإن كان التقاطه في الحقيقة إنما كان ليكون لهم حبيبا وابنا (٧)، وكذلك

يقال في الآية الشريفة التي هي وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها، وكذا يقال في قولهم:

لدوا للموت وابنوا للخراب

قال الزمخشري في تفسير قوله تعالى: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ ... الآية (٨). -


(١) لام العاقبة ولام المآل من تسميات البصريين، والصيرورة من تسميات الكوفيين.
انظر: البيان في غريب إعراب القرآن (٢/ ٢٢٩)، والمغني (ص ٢١٤)، وشبه الجملة واستعمالاتها في القرآن الكريم (رسالة) (ص ٢٤٤).
(٢) سورة القصص: ٨.
(٣) سورة الأنعام: ١٢٣.
(٤) أورد المؤلف هذا القول على أنه منثور، والحق أنه قول منظوم فهو صدر بيت من الوافر وعجزه:
فكلكم يصير إلى ذهاب
وقد نسب إلى الإمام علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - واستشهد به على أن «اللام» في «للموت» وكذا «للخراب» تسمى لام العاقبة ولام المآل أيضا، وهو مذهب الكوفيين. والبصريون يجعلونها لام العلة على جهة المجاز. والبيت في شرح الكافية للرضي (٢/ ٣٢٨)، وشرح التصريح (٢/ ١٢).
(٥) انظر: التذييل (٦/ ٦٨٦).
(٦) انظر: المرجع السابق، وشرح التصريح (٢/ ١١)، والهمع (٢/ ٣٢)، ومنهج الأخفش الأوسط (ص ٢٢٣) وشبه الجملة واستعمالاتها في القرآن الكريم (ص ٢٤٤).
(٧) انظر: التذييل (٦/ ٦٨٧)، والمغني (ص ٢١٤)، وشبه الجملة (ص ٢٤٤).
(٨) يوجد بياض في جميع النسخ وإتماما للفائدة أنقل تعليق الزمخشري على الآية من الكشاف (٣/ ٣٠٩) يقول: «اللام في: لِيَكُونَ هي لام «كي» التي معناها التعليل كقولك: جئتك لتكرمني سواء -

<<  <  ج: ص:  >  >>