للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

٤٠٨٤ - فمن يك أمسى بالمدينة رحله ... فإنّي وقيّار بها لغريب (١)

وقول الآخر (٢):

٤٠٨٥ - فمن يك سائلا عنّي فإنّي ... وجروة لا ترود ولا تعار (٣)

وقول الآخر:

٤٠٨٦ - فمن تكن الحضارة أعجبته ... فأيّ رجال بادية ترانا (٤)

فإن جمل الجزاء في هذه الأبيات ليس فيها ضمير يربط جملة الجزاء بجملة الشرط، قال (٥): وهذا يقوّي قول من يقول: إن جملتي الشرط والجزاء معا هما الخبر، ولكن المختار مذهب الأكثرين». انتهى.

وما ذكره من أن جملة الجزاء لا بد أن تشتمل على ضمير يعود على اسم الشرط، في التزامه نظر، وكنت أسمع من شيخي برهان الدين إبراهيم الرشيدي (٦) جزاه الله تعالى عني أفضل الجزاء، أن الذي يشترط عود ضمير من الجزاء إلى اسم الشرط -


(١) هذا البيت من الطويل قاله ضابئ البرجمي في السجن حينما حبسه عثمان لهجائه قوما من بني جرول بن نهشل، وقيار اسم فرسه وقيل: اسم جمله، الرحل: المنزل، يقول: من كان بيته بالمدينة، ومنزله فلست من أهلها ولا لي بها منزل.
والشاهد فيه على أن جملة جزاء الشرط ليس فيها ضمير يربطها بجملة الشرط ولذلك تأوله النحويون.
والبيت في الإنصاف (ص ٩٤) والمغني (ص ٤٧٥، ٦٢٢) والخزانة (٤/ ٨١) وشرح ابن السيرافي (١/ ٢٤٤، ٢٤٥) والكتاب (١/ ٧٥).
(٢) هو شداد بن معاوية العبسي أبو عنترة. انظر الكتاب (١/ ٣٠٢) (هارون) والبيت في ديوان عنترة (ص ٤٥).
(٣) هذا البيت من الوافر. الشرح: جروة: اسم فرس شداد، لا ترود: لا تذهب وتجيء يريد: أنها لا تخلى وتترك تذهب وتجيء مع الخيل، ولا تعار لمن التمس إعارتها ضنّا بها. والشاهد فيه كالبيت سابقه وهو خلو جملة الجزاء من ضمير يربطها بجملة الشرط، والبيت في الكتاب (١/ ٣٠٢) (هارون) وشرحه الأعلم الشنتمري بهامش الكتاب (١/ ١٥٢) (بولاق) وانظر شرح ابن السيرافي (١/ ٢٣٥) واللسان (جرا).
(٤) هذا البيت من الوافر، وهو للقطامي في ديوانه (ص ٥٨) والشاهد فيه كسابقيه وهو خلو جملة الجزاء من ضمير يربطها بجملة الشرط وهو رد على الأخفش الذي نقل عنه أنه يشترط اشتمال جملة الجزاء على ضمير يربطها بجملة الشرط. والبيت في المغني (ص ٥٠٧) واللسان (حضر، بدو).
(٥) أي الشيخ أبو حيان.
(٦) هو إبراهيم بن لاجين بن عبد الله الرشيدي الأغرى النحوي المقرئ، كان عالما بالنحو والتفسير والفقه والطب والقراءات. توفي بالطاعون سنة (٧٤٩ هـ). انظر البغية (١/ ٤٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>