للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

امتناع الجواب في نفس الأمر ولا ثبوته لأنه لازم والشرط ملزوم إلى آخر كلامه «تقرير حسن»، إلا أن ما قاله إنما يتم حيث يعقل سببية ومسببية بين الأول والثاني، أما إذا لم يعقل بينهما سببية ومسببية كما في الآية الشريفة وكما في الأثر، فلا يتم تقريره.

وقد بقيت الإشارة إلى أمور:

منها: أن بعض العلماء قال: عبارة سيبويه مقتضية أن الثاني كان بتقدير وقوع الأول، فرتب الوقوع لإتيانه بالسين في قوله «سيقع» وهو كلام عجيب، بل العبارة تقتضي أن الثاني واقع عقيب الأول دون تأخّر، وأما «السين» فإنها إنما أتي بها لأن ما دخلت عليه مستقبل بالنسبة إلى وقت التلفظ بهذه العبارة.

ومنها: أن «اللام» في قول سيبويه «لوقوع غيره» للتوقيت كما هي في قوله تعالى: لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ (١) بمعنى أن الثاني يكون ثبوته عند ثبوت الأول، فلا يقال: إن «اللام» للتعليل لأن ذلك يؤدي إلى أن عدم نفاد الكلمات معلل بأن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر وليس الأمر كذلك، قيل: وليس في عبارة سيبويه دلالة على أن الشرط منتف، وأجيب بأن ذلك يفهم من قوله «لما كان سيقع» لأن ذلك يدل على أنه لم يكن واقعا (٢).

ومنها: أن بعض العلماء قال (٣): في عبارة ابن مالك نقص؛ فإنها لا تفيد أن اقتضاءها للامتناع في الماضي، قال: فيتعين أن يقال: لو حرف يقتضي في الماضي امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه، وهو إيراد عجيب فإن ابن مالك قد قال بعد ذلك (٤) «واستعماله في المضي غالبا» وإنما لم يأخذ قيد المضي في الحد لأنه يرى أنها تكون للتعليق في المستقبل كما تكون له في الماضي.

ومنها: [٥/ ١٨٣] «أن الإمام فخر الدين (٥) سلب «لو» الدالّة على الامتناع -


(١) سورة الأعراف: ١٨٧.
(٢) انظر المغني (ص ٢٥٩، ٢٦٠).
(٣) انظر المغني (ص ٢٦٠).
(٤) أي في التسهيل.
(٥) هو الإمام فخر الدين أبو عبد الله محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الأصل الرازي، صاحب المصنفات العظيمة في التفسير
والحديث والفقه والفلسفة وعلوم الكلام والطب والتصوف وغيرها، ومن أشهر مصنفاته التفسير الكبير المسمى «مفاتيح الغيب» توفي سنة (٦٠٦ هـ) وانظر ترجمته في مقدمة التفسير الكبير له (طبعة بولاق) ومقدمة شرح المفصل له المسمى «عرائس المحصل من نفائس المفصل» (رسالة) المجلد الثالث (ص ١٣ - ٢٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>