للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

٤١٣٥ - وكم موطن لولاي طحت كما هوى ... بأجرامه من قنّة النّيق منهوي (١)

وإذا دل دليل على جواب لولا ولو ما حذف كما فعل بجواب «إن» فمن ذلك قول الله تعالى: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (٢).

ويدلان على التحضيض فيختصان بالأفعال، كقوله تعالى: لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ (٣) ولَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ (٤) ويشاركهما في التحضيض: هلّا وألا، وقد يلي حرف التحضيض اسم معمل فيه فعل متأخر أو محذوف لدليل، كقول الشاعر:

٤١٣٦ - ألان بعد لجاجتي تلحونني ... هلّا التّقدّم والقلوب صحاح (٥)

وكقول الآخر:

٤١٣٧ - أتيت بعبد الله في القدّ موثقا ... فهلّا سعيدا ذا الخيانة والغدر (٦)

وكقول الآخر: -


(١) هذا البيت من الطويل وهو ليزيد بن الحكم.
الشرح: طحت بفتح التاء - أي: هلكت، من طاح يطوح ويطيح وهوى: سقط، والأجرام: جمع جرم الشيء وهو جثته، والقنة بضم القاف وتشديد النون مثل القلة، وهي أعلى الجبل، والنيق أرفع موضع في الجبل، ومنهوي: الهاوي.
والشاهد في قوله: «لولاي طحت» على خلو جواب «لولا» من اللام مع أنه مثبت. والبيت في الكتاب (٢/ ٣٧٣) (هارون) والمقتضب (٣/ ٧٣) وأمالي الشجري (١/ ١٧٧) والمفصل (ص ١٣٥).
(٢) سورة النور: ١٠.
(٣) سورة الفرقان: ٧.
(٤) سورة الحجر: ٧.
(٥) هذا البيت من الكامل، الشرح: ألان بفتح الهمزة واللام والنون وأصله الآن؛ حذفت الهمزة وأعطيت حركتها لما قبلها، قوله: بعد لجاجتي أي: بعد غضبي من لججت ألج من باب علم يعلم، وقوله: تلحونني من: لحيت الرجل ألحاه لحيّا، إذا لمته، فهو ملحى. وصحاح جمع صحيح. والمعنى:
إنكم تلومونني بعد أن وقع بيني وبينه، فهلّا كان ذلك والقلوب عامرة ليس فيها غضب. والشاهد فيه قوله: «هلّا التقدم» حيث حذف الفعل بعد حرف التحضيض؛ لأن التقدير فيه: هلّا كان التقدم باللحي، وذلك لأن التحضيض لا يدخل إلا على الفعل، والبيت في معاني الفراء (١/ ١٩٨) وشرح ابن الناظم للألفية (ص ٢٨٠)، والعيني (٤/ ٤٧٤).
(٦) هذا البيت من الطويل، والقد بكسر القاف وتشديد الدال: سير يقد من جلد غير مدبوغ. والشاهد في «سعيدا» حيث نصب بعد حرف التحضيض بتقدير العامل؛ إذ التقدير: فهلّا أسرت سعيدا أو قيدت أو أوثقت، والبيت في أمالي الشجري (١/ ٣٥٣)، وشرح ابن الناظم (ص ٢٨٠)، والعيني (٤/ ٤٧٥) والأشموني (٤/ ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>