للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

المتعاطفين علما أم غير علم، بخلاف ما ذكره في شرح الكافية.

قال الشيخ (١): «مذهب يونس (٢) رحمه الله، وجماعة، أن عطف أحد الاسمين على الآخر مبطل للحكاية، ومذهب غيره أن العطف لا يبطل الحكاية، فإذا كان الاسمان المتعاطفان من قبيل ما يحكى، حكيتهما، فتقول لمن قال: رأيت زيدا وعمرا: من زيدا وعمرا؟، وإن كان أحدهما من قبيل ما لا يحكى (٣) والآخر ليس من قبيل ما يحكى بنيت على المتقدم منهما وأتبعته الآخر في الحكاية أو إبطالها.

فتقول لمن قال: رأيت زيدا وصاحب عمرو: من زيدا وصاحب عمرو، ولمن قال:

رأيت صاحب عمرو وزيدا: من صاحب عمرو وزيد».

وهذا الذي ذكره الشيخ هو الذي ذكره ابن عصفور؛ فإنه قال (٤): «فإن اجتمع ما يحكى مع ما لا يحكى بنيت الكلام على المتقدم، فتقول: من زيدا ورجلا، لمن قال: رأيت زيدا ورجلا، ومن رجل وزيد إن تقدم الرجل».

لكن الشيخ نقل (٥) عن صاحب «البسيط» أنه قال: «وحكى سيبويه (٦) الجواز، فتقول: من زيدا وأخا عمرو، تتبع الكلام بعضه بعضا، ولأنهما لما اشتركا في العطف اكتسب أحدهما حكم الآخر، كما أنك تقول ذلك في: تبّا له وويلا له وويل، ومن قال هذا فهو أولى أن يقول: من زيدا وعمرا».

قال (٧): «وفي الإفصاح قال سيبويه (٨): وأما ناس فقاسوا فقالوا: تقول: من أخو زيد وعمرو، ومن عمرا وأخا زيد، فتتبع الكلام بعضه بعضا، قال سيبويه:

وهذا أحسن» انتهى ما ذكره الشيخ.

واستفيد من المنقول عن سيبويه أن العطف غير مبطل للحكاية، وإن كان -


(١) انظر التذييل (خ) جـ ٥ ورقة ٢١٢.
(٢) انظر الكتاب (٢/ ٤١٣، ٤١٤) (هارون).
(٣) بالأصل: من قبيل ما لا يحكى، وما أثبتناه هو الصواب.
(٤) انظر المقرب (١/ ٢٩٨).
(٥) انظر التذييل (خ) جـ ٥ ورقة ٢١٢.
(٦) انظر الكتاب (٢/ ٤١٤) (هارون).
(٧) أي الشيخ، انظر التذييل (خ) جـ ٥ ورقة ٢١٢.
(٨) انظر الكتاب (٢/ ٤١٤) (هارون).

<<  <  ج: ص:  >  >>