للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

مفعولا بها، فتقول: قلت زيدا، قلت عمرا، وقوله تعالى: يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ (١) عنده من هذا القبيل، فلما بني الفعل [٥/ ٢١٢] للمفعول أقيم المنصوب مقام المرفوع، وتقدم له ذكر هذه المسألة في باب «الأفعال الناصبة المبتدأ والخبر مفعولين» وقررها أحسن تقرير، فليس «إبراهيم» من قوله تعالى: يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ من الحكاية عند المصنف في شيء، وإذا كان كذلك فكيف يفسر كلامه بشيء قد نص هو فيه على خلافه؟

وبقية كلام الشيخ في هذه المسألة لم يتحقق لي فتركت إيراده.

المسألة الرابعة:

أن العلم والمضمر قد يحكيان بـ «من» حكاية المنكّر، وقد تقدم ذكر شيء من ذلك.

قال ابن عصفور (٢): «ومن العرب من يجري سائر المعارف مجرى النكرة في الاستثبات بمن وبأيّ، سمع من العرب من يقال له: ذهب معهم، فيقول: مع منين (٣)؟ والأحسن أن يقول: من هم؟ فلا يحكي».

ولما كانت عبارة ابن عصفور أعم من عبارة المصنف في هذه المسألة - قال الشيخ (٤): «وفي قوله - يعني المصنف -: ويحكى العلم والمضمر، قصور، وكذا في قوله: من قصور أيضا، وكان ينبغي أن يقول: وربما حكيت المعرفة، ليشمل العلم والمضمر وغيرهما، وأن يقول: بأيّ وبمن ولا يخصص من».

المسألة الخامسة:

وهي: ربما قيل: ضرب من منه ومنو منا، لمن قال: ضرب رجل امرأة، ورجل رجلا، أما: ضرب من منه فذكروا أن حركاتهما حركة إعراب.

قال ابن عصفور (٥): «وحكى يونس (٦) أن بعض العرب يعرب من ويحكي بها النكرات، كما يحكي بأيّ، وسمع من كلامهم: ضرب من منا، وعلى هذه اللغة قوله:

٤١٧٨ - أتوا ناري فقلت: منون أنتم ... فقالوا: الجنّ، قلت: عموا ظلاما (٧)

-


(١) سورة الأنبياء: ٦٠.
(٢) انظر المقرب (١/ ٣٠٠).
(٣) انظر الكتاب (٢/ ٤١٢) (هارون).
(٤) انظر التذييل (خ) جـ ٥ ورقة ٢١٢.
(٥) انظر المقرب (١/ ٣٠٠).
(٦) انظر الكتاب (٢/ ٤١٠، ٤١١) (هارون).
(٧) سبق شرحه والتعليق عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>