للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

بالتأنيث إشعارا بالاحتمال فيه، فإن قصد معنى الفعل جيء بالتاء، فقيل: هذه مرضعة ولدها غدا أو الآن.

فلو لم يقصد إلا أنها ذات أهلية للإرضاع دون تعرض للفعل؛ لقيل مرضع، وكذا الموصوفة بالحيض إن قصد أنها ذات حيض، قيل: هي حائض، وإن قصد أنها تحيض الآن أو غدا قيل: هي حائضة غدا أو الآن، وقد يكون الوصف واقعا على المذكر والمؤنث ولا تلحقه التاء عند قصد التأنيث فمن ذلك قولهم: رجل عانس وامرأة عانس وجمل ضامر، وناقة ضامر انتهى (١) ومن الصفات المختصة بالمؤنث طالق وفارق وعاطل وكاعب وحاد وناهد ووالد للكثيرة الولد وشاة لبون للولادة، وشاقة شاوق وماخص وشايل وفاطم ووالد إذا اشتد وجدها، وشاة داجن وداجن مستأنسة وريح عاصف، وواضع للتي تضع همّا وغمّا وطاهر وقاعد وحامل وعاند وعاند وحابل والأمر فيها جميعها كما قال المصنف إن قصد بها أنها فعلت أو تفعل أتيت بالتاء في الغالب قال الله تعالى: يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ (٢) ومن ذلك قول الشاعر:

٤١٩١ - كمرضعة أولاد أخرى وضيعت ... بني بطنها ذاك الضلال عن القصد (٣)

وقول لآخر:

٤١٩٢ - أيا جارتي بيني فإنّك طالقه ... كذاك أمور الناس غاد وطارقه (٤)

وقول الآخر:

٤١٩٣ - تمخضت المنون له بيوم ... أني ولكل حاملة تمام (٥)

ثم إن المصنف علل عدم لحاق التاء في هذه الأوصاف بثلاثة أمور؛ أحدها: - كونها تؤدي معنى النسب نحو: طالق أي ذات طلاق، وحائض أي ذات حيض، -


(١) انظر شرح الكافية الشافية (٤/ ١٧٣٨).
(٢) سورة الحج: ٢.
(٣) البيت من بحر الطويل لأبي الأخيل العجلي، وهو في الوصف حيث يترك الإنسان حاجته ويشغل بحاجات غيره، وضرب المثل بمن ترضع أولاد الناس وتترك أولادها، وشاهده فولد مرضعة حيث جاء الوصف متصلا بالتاء مع أنه خاص بالإناث. وهو في المساعد (٣/ ٣٠٠).
(٤) البيت من بحر الطويل مطلع قصيدة للأعشى، وأراد بالجارة الزوجة، وبيني: معناه الفراق والطلاق.
وشاهده كالذي في قوله طالقة (المساعد ٣/ ٢٩٩).
(٥) البيت من بحر الوافر نسبه صاحب اللسان إلى عمرو بن حسان، وشاهده كالذي قبله.

<<  <  ج: ص:  >  >>