(اعلم أن هذا الضرب من الأسماء التي يميز فيها الواحد بالتاء من نحو: شعيرة وشعير ونمرة ونمر إنما هو عندنا - أي: البصريين - اسم مفرد واقع على الجنس، كما تقع على الواحد وليس بتكسير ... والكوفيون يزعمون أنه جمع كسّر عليه الواحد، ويؤيد ما ذكرناه أمران: أحدهما: أنه لو كان جمعا؛ لكان بينه وبين واحده فرق إما بالحروف وإما بالحركات؛ فلما أتى الواحد على صورته لم يفرق بينهما بحركة ولا غيرها دل على ما ذكرناه، وأما التاء فبمنزلة اسم ضمّ إلى اسم، فلا يدل سقوطها على التكسير. الأمر الثاني: أنه يوصف بالواحد المذكر من نحو: قوله تعالى: أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ [القمر: ٢٠] وأنت لا تقول: مررت برجال قائم فدل ذلك على ما قلناه. فإن قيل: فقد قال: أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ [الحاقة: ٧] فأنّث، وقال: وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ [ق: ١٠] والحال كالوصف وقال سبحانه: السَّحابَ الثِّقالَ [الرعد: ١٢] فوصفه بالجمع، فهلّا دل ذلك على أنه جمع؛ لأن المفرد المذكر لا يوصف بالجمع. قيل: إن ذلك جاء على المعنى؛ لأن معنى الجنس العموم والكثرة؛ والحمل على المعنى كثير، ويدل على ذلك إجماعهم على تصغيره على لفظه، نحو: تمير وشعير ...) انظر الرضي (٢/ ١٩٢ - ١٩٣)، والرضي على الكافية (٢/ ١٧٧).