للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الخماسي مستكره (١)، نصّ على ذلك سيبويه، وبوّب على تصغير الخماسي الأصول، ولم يبوب على تكسيره، (٢) ونقل الشيخ عن ابن ولّاد؛ أنه يمنع تكسيره، قال: وهو الذي يختاره؛ إذ لو كان التكسير في باب الخمسة جائزا لورد عنهم كما ورد تصغيره، ومما أورده (٣) الشيخ هنا تكسير: همّرش (٤)، ولا شك أن تكسيره مبني على وزنه؛ فالأخفش يقول: إن أصله: هنمرش كجحمرش، فوزنه: فعللل وحروفه كلها أصول (٥)، والجماعة يقولون: إن أصله همّرش فالميم الأولى زائدة ووزنه فعّلل، وهو ملحق: بجحمرش، فعلى قول من حروفه كلّها عنده أصول، يقال في تكسيره: هنامر بحذف الخامس، وعلى قول الآخرين يقال فيه: همارش بحذف الحرف الزائد، ولا شك أن هذا من الواضحات، ولكن الشيخ ذكر أن ظاهر كلام سيبويه في هذه المسألة فيه تناقض وأورد كلامه، وأطال القول فتركت ذكر ذلك؛ لعدم الحاجة إليه (٦).


- الزائد، لا يتعين حذف خامسه؛ بل يتخير الحاذق؛ فإن شاء حذف الرابع وأبقى الخامس فيقول:
حدارق وفرازق - وجوّد السيوطي هذا في الهمع (٢/ ١٨١) - وإن شاء حذف الخامس وأبقى الرابع فيقول: خدارن وفرازد وهو الأجود، ومذهب سيبويه - كذا في الأشموني (٤/ ١٤٧)، وقال المبرد في المقتضب (٢/ ٢٢٨): لا يحذف إلا الخامس أي: الأخير، وفرازق ليس بجيّد؛ وجار مجرى الغلط عنده، وأجاز الكوفيون والأخفش حذف الثالث، فيقال: فرادق. الهمع (٢/ ١٨١)؛ والأشموني (٤/ ١٤٧)، ومحل الخلاف، إذا لم يكن الخامس يشبه لفظ الزائد؛ فإن أشبهه تعيّن حذفه قولا واحدا، نحو: قذعمل، فتقول في جمعه: قذاعم. انظر: التذييل (٦/ ٢٦) (ب)، (٢٧) (أ).
(١) قال الرضي (٢/ ١٩٢): (إنما استكره تصغير الخماسي وتكسيره؛ لأنك تحتاج فيهما إلى حذف حرف أصلي منه؛ ولا شك في كراهته؛ فلا تصغره العرب، ولا تكسّره في سعة كلامهم).
(٢) انظر: الكتاب (٢/ ٤١٥ - ٤٤٣)، والمقتضب (٢/ ٢٢٨)، وأوضح المسالك (٤/ ٣٢٢)، والتذييل (٦/ ٢٧) (أ).
(٣) التذييل (٦/ ٢٧) (أ)، وانظر: توضيح المقاصد (٥/ ٧٧).
(٤) الهمّرش: العجوز المضطربة الخلق. اللسان «همرش»، وانظر: الكتاب (٢/ ٣٣٩، ٣٤١، ٣٥٤) والممتع (١/ ٢٩٦ - ٢٩٨) والتذييل (٦/ ٢٨) (أ).
(٥) انظر: اللسان «همرش»، والممتع (١/ ٢٩٧)، والمزهر (٢/ ٢٩)، والتذييل (٦/ ٢٨) (أ).
(٦) المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>