للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ولا ينطق بالمكبر نحو الكميت من الخيل والخمر، وكأنه تصغير أكمت تصغير ترخيم؛ لأن قياس الألوان أفعل، ونحو الكعيت وهو البلبل، وكما يستغنى بتصغير مهمل عن تصغير مستعمل نحو قولهم في مغرب: مغيربان وفي رجل: رويجل وكأنه تصغير مغربات وراجل ونظيره: مذاكير وأعاريض جمع ذكر وعروض - وهي الناقة التي لم ترض، وقيل غير ذلك، كما يستغنى بتصغير أحد المترادفين عن تصغير الآخر مثل قصر بمعنى عشي يقال: أتيته قصرا، أي: عشيّا، ولم يصغروا قصرا، استغناء بتصغير عشيّ، وقالوا في تصغير عشيّ: عشيّانات، وقالوا في تصغيره: عشيشيان، والجمع عشيشيانات، وهذا كما قالوا في تصغير عشية عشيشية والجمع عشيشيانات.

ويطرد ذلك فيهما جوازا إن جمعهما أصل واحد، ولك أن تستغني بتصغير أحد المترادفين عن تصغير الآخر

بشرط أن يجمعهما أصل واحد في الاشتقاق نحو جليس ومجالس فيجمعهما (١) الاشتقاق من الجلوس فيجوز أن تستغني بجليس عن مجيلس وبالعكس.

وقد يكون للاسم تصغيران: قياسي (٢) وشاذ وذلك نحو صبيّة جمع صبيّ، وقالوا في تصغيره: صبيّة على لفظه، وهو القياسي.

لأن جمع القلة يصغر على لفظه، وقالوا: صبيبة على غير قياس كأنه تصغير أصبية، ولم يتكلموا بهذا المكبر، لكنه قياس جمع فعيل في القلة، وقالت العرب في جمع غلام: غلمة، وفي التصغير: أغيلمة كأنه تصغير أغلمة وهو قياس القلة في فعال (٣) كغراب وأغربة، ولكنه لم يستعمل في غلام في التكسير، وقد استغنوا بغلمة عن أغلمة وتصغير الغلمة: أغيلمة على غير مكبرة، كأنهم صغروا أغلمة، وإن كانوا لم يقولوه.


(١) انظر المقتضب (٢/ ٢٨٥).
(٢) انظر الهمع (٢/ ١٩٠).
(٣) انظر الكتاب (٣/ ٦٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>