(٢) الاشتقاق: هو أن تجد بين اللفظين تناسبا في المعنى والتركيب، فتردّ أحدهما إلى الآخر نحو: ردك ضرب إلى الضّرب والمضروب إليه - أيضا - للمناسبة التي بينهما في اللفظ والمعنى، فيسوغ لك أن تقول: هذا مشتق من ذاك. وهو بهذا التعريف يسمى الاشتقاق الأصغر. وللعلماء في وجوده مذاهب ثلاثة: الأول: مذهب الخليل وسيبويه ومن وافقهما، وحاصله: أن الكلام بعضه مشتق، وبعضه غير مشتق. الثاني: مذهب طائفة من المتأخرين، وحاصله: أن الكلم كله مشتق وقد نسب هذا المذهب للزجّاج، وزعم بعضهم أنه كان رأيا لسيبويه. الثالث: مذهب قوم آخرين، وحاصله: أنه لا يوجد اشتقاق فالكلم كلّه أصل وليس منه شيء قد اشتق من غيره. والراجح المذهب الأوّل وعليه الجمهور. وهناك نوع آخر من الاشتقاق يسمى بالاشتقاق الأكبر وهو سماعي، وهو عقد تقاليب الكلمة كلها على معنى واحد، نحو ما ذهب إليه أبو الفتح ابن جني، من عقد تقاليب: القول الستة على معنى الخفة - القول، والقلو، والوقل، والولق، واللوق، واللقو. وهناك الاشتقاق الكبير: وهو تقديم بعض حروف الكلمة على بعض وهو ما يعرف بالقلب المكاني نحو: الواحد والحادي، والوجه والجاه ... وهذا سماعي - أيضا -. ينظر في ذلك: النزهة (٧٥ - ٧٦)، والهمع (٢/ ١٢ - ١٣)، والممتع (١/ ٤٠)، وابن جماعة (١/ ١٩٩)، والخصائص (٢/ ١٣٣ - ١٣٩).